02 Jul
02Jul


أعلن "منتدى الشعر المصرى"، فوز الشاعرة رضا أحمد، بجائزة حلمى سالم للشعر الجديد، فى دورتها الأولى، عن ديوانها المخطوط "أكلنا من شجرته المفضلة"، وتبلغ قيمتها خمسة آلاف جنيه مع طبع الديوان بواسطة دار الأدهم للنشر بالقاهرة.
وكان المنتدى قد أعلن منتصف العام الماضى، فعاليات تلك الدورة على أن تعلن جائزتها منتصف العام التالى، وذلك باقتراح من الدكتور شاكر عبد الحميد أمين عام الجائزة.
واقتصرت هذه الدورة على الشعراء دون الأربعين، وهو الأمر الذى أثر بشكل سلبى على أعداد المتقدمين للجائزة، لذلك قرر مجلس الأمناء، بالاتفاق مع إدارة المنتدى، أن تتاح الفرصة للشعراء من جميع الأعمار فى الدورات القادمة.
وأجرت لجنة التحكيم المزيد من المداولات حول نتيجة الجائزة وانتهت إلى أحقية ديوان "أكلنا من شجرته المفضلة" للشاعرة رضا أحمد، وقد أشارت اللجنة فى تقريرها إلى أن الديوان الفائز يمتاز بلغة رصينة جزلة غير معتادة فى لغة قصيدة النثر التى تكتب الآن، وعبر هذه اللغة يمكنك أن تضع يدك على ملامح عدة أبرزها تضافر المفردات التى تنتمى إلى حقول المعرفة الثقافية بحمولاتها المختلفة مع المفردات المعتادة فى التداول اليومي، على نحو يفتح النص على أفق حوارى ممتد، لا يتحقق عبر اللغة بذاتها وإنما عبر قدرتها على الترميز الكثيف الذى هو جزء من رؤية هذه النصوص بشكل عام. 
وستساهم دار الأدهم للنشر والتوزيع فى دعم تلك الجائزة بقيامها بطبع الديوان الفائز، على أن يوزع فى حفل تسليم الجائزة المقرر له الثامن والعشرين من يوليو القادم، وهو اليوم الذى يوافق ذكرى رحيل الشاعر حلمى سالم فى العام 2012.
كما ستتسلم الفائزة القيمة المادية للجائزة المقدرة بخمسة آلاف جنيه، ووجه المنتدى الشكر للدكتور فارس خضر صاحب ومدير دار الأدهم على مبادراته الداعمة للكتابة الجديدة، وكذلك للدكتور شاكر عبد الحميد أمين عام الجائزة وشعراء المنتدى على مساهمتهم فى تمويل تلك الجائزة والعمل على إنجاحها.
ويتشكل مجلس أمناء الجائزة برئاسة الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد وعضوية كل من الكاتبة فريدة النقاش والمفكر نبيل عبد الفتاح والدكتور محمود نسيم، وتشكلت لجنة التحكيم من كل من: الدكتور شاكر عبد الحميد وعضوية كل من الدكتور عمار على حسن، الدكتور محمد السيد إسماعيل والدكتور محمد عبد الباسط عيد. 
وأعلن المنتدى فتح باب التقدم الدورة الثانية للجائزة اعتبارا من الأول من أغسطس 2020 وحتى الأول من فبراير عام 2021.
ويذكر أن هذا الديوان، هو الديوان الرابع لها بعد "لهم ما ليس لآذار"، "قبلات مستعارة"، "الاعتراف خطأ شائع - تحت الطبع".

قالت الشاعرة رضا أحمد في حديث لها مع بوابة الأهرام، إن ديوانها " أكلنا من شجرته المفضلة " يحوي ٥٠ قصيدة متفاوتة الحجم، عبّرت من خلالها عن اشتباكها مع أسئلة الحياة والموت، ووجيعة أن تكون أرضك مجرد منفى أو نسق مؤقت يحوي جسدك وأحلامك فقط.

وهذه قصيدة من الديوان الفائز:


كلمة على مقاس فم الرب
----
لم يكن حبلًا
الخط الذي رسمته فوق عنقي داخل إطار
في صيغة ملزمة للموت
لكني أستطيع الآن بمقص صغير
أن أسحب رأسي خارج مسودة الحياة
أو فوق جسد تفوح منه رائحة جادة
لقلب متعفن،
بعيدون نحن؛ وجبة بدائية لليل
برأس يومض ويسترق النظرات
يولد البعض منا بقلوب متجمدة سلفًا
ومصابون بصداع مزمن
بمجرد إطلاعهم على تجاعيد تشير
إلى ماضٍ لم يبلغوه أبدًا.
حلمت بالأمس
تجاوزت الخط الأحمر،
لم أعد أخاف من إشارات المرور 
ولا إرشادات التحذير تحت المشنقة؛ 
تحررت بشكل ما من هويتي المنحنية، 
جلبت من الأسفلت
ظلي 
واصطحبته معي وراء الشمس.
أعرف أن لي كتفين في مكان ما
حين يقترب كل منهما من الآخر 
يحملان نعشًا لصديق.
تألمت كثيرًا 
لم أطع المعول الذي انسكب معدنه على الصخر، 
الأرض فرت منذ زمن 
إلى الجهات كلها 
وتركت أمثالنا يكدحون بلا طائل 
بين السماء والمقابر.
تركت رفاقي يوصدون حلقة الشمس 
يرقصون؛ 
خفافيش طريدة الضوء، 
يتناولون الشاي الأسود والخبز الناشف 
ويباركون الرايات المنكسة بأنفاسهم الزهيدة،
رفعت سلاحي في وجه الشجر 
وبين طفح الرمال
نمت تحت محفة الكوابيس والبرد؛ 
كجندي يعرف كيف يفض اشتباه الماء في البئر 
يمد الكمائن بين المدن 
ويعلق الجسور بين الرصاص والحفر؛
كنت أذود عن وطني
وأنا أحرس أسراب النمل 
في نقلها الاحتياطي النقدي
إلى شقوق الثعابين.
ضحكتنا البلهاء كانت ناجعة 
ليقابلنا الموت بذهن مشتت
وخوف.
هناك فرص لا يمكن تجاوزها 
لأفسد على أشباح يمارسون الموت أمامي 
لذة الاختفاء 
مثلا صنعت شروخًا في مرآتي 
لأرى وجهي الواحد يتكاثر في الضوء 
ويتلاشى على حواف البلور، 
عالجت يديّ مرارًا من كدمات لا تؤلمني 
وخبأت قدري ما استطعت 
من طعنات لم أكترث من أين تجيء، 
رأيت نفسي أفتح لقدميّ الباب 
فيخرج ظلي وهو يستغيث.
تركت كلَّ من أحبُّ 
لمجهول أعطاني وردة زرقاء 
وقال لي غني 
صوتك عذب يشبه البحر 
ورحلت عنه لأقرب شاطئ حين سكت.
زرعت تكعيبة عنب على صدري 
تحملت ثقل أعشاش العصافير 
وقطف رجال لا يجيدون دهس النبيذ،
كنت وديعة؛
حيلة ناعمة يزرعها اليائس في قلبه 
وتميمة تجلب له الحزن 
حين تغيب.
لم أتعلم المشي في الجنائز 
أو تغطية وجهي بالوحل لجعله رائقًا 
ولا البكاء خلف نعش يحمل ذاكرتي إلى القبر.
لم أر سواي على المذبح 
حين أشعل الشموع لأصلي 
لم أركع وخلفي رجل 
أو أتمدد
وجسدي يجتر الرغبة من عيني ذئب.
لست وليمة شهية 
فحسب؛
بل أنا آخر قطعة غمام 
فركتها كف الله 
لحث السماء على الطفو
والقمر على ملاحقة فتات الظلال
واحترام الموت.


___________________


تحرير: سمر لاشين

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة