أين هو؟ .. قصيدة للشاعر عادل بلغيث - الجزائر

 حتى وأنا أمشي  الى فرح قريب

 أقلد ذهاب شاعر الى قصيدة 

 حتى وأنا أغرس وجهي في صدرك

 تتراءى لي في البعيد  ورقة يابسة تسقط منه

  حتى وأنا أملك قبضة من حب

 أتذكر نجمة البحر..

 ملكت خمسة أذرع  ولم تطوق البحر

  حتى وأنا أقايض قلبا بقلب

 يدهشني الديك الذي منح للفجر صوتا

 مقابل ذيل من ضوء

 حتى وأنا أحزم حريتي

  عبثا أكون كنبتة الهيل

 التي سكبتها سفن الحرب في  الفناجين

 حتى وأنا أكتب

 تدهشني  طباعة  الهواء

 دون أبجدية ..ولا اسم كاتب

 ولا تفكير طويل

  حتى وأنا أعيش بصلابة

 أحسد النحات الذي دس الملامح في حجر

 ودس الحجر ثانية في النسيم 

 حتى وأنا أضم الكتاب المقدس

 أتوق إلى احتضان  الدموع

 التي أخفت  الآيات عن الدماء 

   حتى وأنا أحرك بيدقا

 يلوح لي  في رقعة الشطرنج

 زورق ينقلب في الماء

 حتى وأنا أتناول رغيفا مغمسا في العسل

 أظل آملا في أن يصنع الفراش من الزهور شيئا

 حتى وأنا أراجع ذكريات العسكرية

 يتراءى لي حضرة العصفور

 مطاردا لم يصب يوما  بال"باليستوفوبيا"

 حتى وأنا أقود سيارة

 أخاف من الأضواء 

 في عيون دافعي النقالات

 و  من مشي إنسان بعجلة  وقدمين وأغنية

  حتى وأنا أنت .

 يحزنني الماء الذي يتبخر كل صباح

 من بحيرتنا

 ويرهبني أكثر

 أن يغرق طفل داخلنا ..

 حتى والأحبة يعلنون عن حكمتي

 أكره أن يحرموها من ذراق الحمام

 الذي يكسو  المعابد ..

 حتى و الثلج يسقط

 أظل أحمي سؤالي الصغير :

 متى يسقط الثلج ؟ 

حتى و أنا أحسد الغيوم

 أشفق  عليها حين أرتفع بطائرة فوقها

 وأكتشف أنها لا تملك أشجارا

 حتى و القطار يقل أشخاصا لا يبحثون عني ..

 أحس أنني أفضل حالا من بيانو الكنائس

 حتى و أنا من كلمة

 لا يمكن ان أعيش كالمسيح هكذا أبدا

 على مفترق القصائد

 حتى و  غيري يأكل من  وجودي

 أخاف أن  أنجب كالسرو أكوازا..لا يقطفها أحد

 حتى و  الكل يشيخ

 سأبقى بخير

 طالما لم أر شيبة واحدة في الريح

 حتى و اللحظة تعطيني النبضة

 يقلقني سكوت الزمن الكبير

 فأصرخ في وجه حبيبتي  : أين هو ؟ 


تم عمل هذا الموقع بواسطة