اشرب صورة أو خمسين عاما / الشاعر: أحمد نور الدين / مصر
ماذا لو رأيت عبر الوسائط صورة امرأة...
ثم أحببتها ؟
والمرأة من خمسين عاما ماتت...
ويعبر جسران خشبيان خلفها دون حفيف أو توقف...
تركا أعشابا ورائحة بحرين فكرا في الغرق فجرا...
والبنت التي في التكوين الجيني للمرأة...لم تخلق بعد...ولم تسم ابنتك
فعلام تخلع من جلدك القبيلة وتزرع حضارة آثمة...
وثوما وبصلا...
ومرافئ حنين لسفن عطشي ؟
كان يكفي أن تكور غيمة للبطة السابحة...
أن تنام علي عريشة عنب حتي تمر دعسوقة عاشقة...
لكن التراتيل التي تملأ دورقين من أحلامك تشتهي فعل الشرب...
فاشرب صورة أو خمسين عاما...
لكن لا تمر علي جسرين عابرين خلف امرأة كتمت طفلتك في أنسجتها وآثرت الموت المجهول...
لم نتفق علي الموت أو طريقة خروج الروح...
لم نتفق علي السنين التي ينبغي لها أن تفصل بين الموت ورؤية الصورة...
لكن القصيدة انبثقت...
لم تنتظر رؤيتك للصورة...
والموقف الذي صار معلقا يبحث عن شرعية التواجد...
ما هكذا ابتدأ الخلق...
لكنني ابتدأت...
وهي ابتدأت رحلة الموت والترتيب لظهور الصورة
- منذ كم ؟
لا أدري
- أين ؟
لا أعرف
لكنني أمسك العالم من قرنيه...
أهزه...
أأنت الثور القديم الذي ملأ طفولتي خوارا...
متي تضع الأرض عن قرنيك وتبحث عن بقرة ؟
قال :
منذ خمسين عاما ماتت ورحل إثرها مرجان أخضران...
لم نتفق علي الموت...
أخفت في الجينات مهاة لامعة
تشبهني في الانتظار ؛؛ وكفلاها يشبهان كفلي أمها ؛؛
ولها عينان ما أبهي السماء والأغوار فيهما
الرقص يأكل قلوب الراقصين والموسيقي تكدس اللحظات لتحشرها في الحلوق
ضع رأسي في كتاب من مجلدات كثيرة...وأظلافي في القصيدة الموحشة
البقرة الصفراء محشوة بالجوهر ؛؛
عجل الذهب يبتلع خواره ويتقيأ السجود البشري ؛؛
لم أر المهاة في التكوين الجيني لأمها إلا في أفلام ديزني...
مازال إخراج التاريخ مبهرا...
لم نشاهد الرواية من الزاوية المنبعجة أو نفطن للمؤثرات بثقوبها الشاسعة
لم يتفق الجميع علي من تسند إليه البطولة
أبحث عن رابط للعرض تكون جودته أعلي ؛؛
هل لديك نسخة من تسجيلك الخاص ؟
أريد مشاهدة دوري وأنا أقذف المني علي الحشائش الخضراء ؛؛
أريد مشاهدة قرني وهما يلمعان تحت الشمس ؛؛
هل نشرب كأسين ؟
أيها الثور :
أريد الانسحاب من الرواية ؛؛
سأتنازل عن أجري...وأرجع للوراء خمسين عاما .
______

تم عمل هذا الموقع بواسطة