العود الملكي / الشاعرة: خولة عبيد / سوريا
في كلِّ يومٍ أقطفُ نجمةً
أهديها لسيادتهِ
مع اضطّرابِ الكون
غضبِ العامّة
و سهامِها السّامة
علّهم يتخلّصونَ  من شغفي بعطرهِ
كنتُ أعلمهم و رمقي الأخير
أنّ نصفي الآخر سيضيء أرضهم
و ليسامحوني على فعلتي
فأنا قيدُ القيدِ
مسيّرة ، لستُ مخيّرة
إلى ذاك الكوخِ القابعِ
في غياهبِ الغابة
كانت خطواتي تأخذني إليه
عطرُهُ المنفرد تعشّقَ أخشابَهُ المتراصّة
طاولةٌ خشبيّةٌ ، و كرسيّانِ من ورد
شمعةٌ حمراء ، و تراتيلُ ربّانيّة
سكينةٌ نورانيّة
قهوتي المفضّلة ، و ياسمينةٌ نقيّة
عرائشُ الرّحمة
كلُّ هذا كان بالانتظار
جلستُ وحدي
أمضغُ عقاربَ الوقت
أترقّبُ ملامحَ الخرافة
أزيّنُ خصري بزهرِ اللّيلك
و أحقنُ جسدي بعطرِ العود
أرسمُ حلماً بلا واقع ، بلا حدود
أطلقهُ للغيمِ لحظةَ الفجر
ليتشظّى هالاتِ فرح
فيتجلّى أمامي و هيبةُ نورٍ
أيقظتْ شهقتي
ليلتقفَني بينَ ضلوعِهِ
و يهدهدُ
طفلةً في مهد. 
       
تم عمل هذا الموقع بواسطة