اللا شيء / قصيدة للشاعر: صلاح الفقيه   / الأردن



أولا...
يجتاحني اللاشيء
أجلس في انكماش الظل
يأخذني الى قلقي الدليلُ
متكاسلاً
لا شيء يوقظني
لأوقظهُ
وفي اللاشيء يتضّح السبيلُ
أمشي الى نفسي وأسأل:
هل أنا ما كنت اعشق ؟!
ألف سيدةٍ رمت تفاحها شبقاً
وألهمها النخيلُ
هل انا ما كنت أكتب ؟
كي أعود حمامة العشاق
يطربني الهديلُ
هل انا ما كنت آملُ ؟!
أولُ الفرسان
تأخذني الخيول الى غوايتها
وحين أكرُّ
يهزمني الصهيلُ...


ثانيا....


سأكون شيئاً
حين أصعد للربيع على جناح فراشةٍ
وأعيد زركشة الفصولْ
وسن الربيع يشدني خدراً
فأتبعه
أزول ولا يزول
وسن الربيع كرعشة العشاق في ليلٍ خجول
سأكون شيئاً
حين أدرك أنني أتشارك الالهام مع غيري
ولست انا الرسول
سأكون شيئا
حين أنصت لارتعاش غزالةٍ
مرت على شغفي
وتفهم ما اقول
ساكون شيئا
حين أرتشف الندى
عن ثغر زنبقةٍ
تراقصني
ولا تخشى الذبولْ
سأكون شيئا
حين تأخذني ضفائر مهرةٍ بريةٍ
فتعيد ترتيب البراري في دمي
وتعيد ترويض الخيولْ.


ثالثاً...


وحديقة اللاشيء
واسعةٌ تطل على الأبد
تمشي كأنك آدم الأسماء
لم تسجد ملائكة الخواء لديك
لم تأت البحور اليك
لكن كلما غازلت موج البحر
أغواك الزبد.


رابعاً...


يا سيدي اللاشيء
في غبش الحقيقة دلنا
نمشي اليك بلا عباءاتٍ
كأنك ظلنا
ونتوه بين يديك
كي نجد البداية كلنا
ونحنُّ نحن اليك
لكن...لا تحن الى أحد.


خامسا...


تمهل...تمهل
فلستَ سوى نطفةٌ أبحرت في الفراغ
ولستَ سوى ومضةٌ شاردة
ولستَ سوى رعشةٌ في التقاء تعيسين
في ليلةٍ باردة
ولستَ سوى رغبة الشيء في أن يكون
وحين يصير....يخون
يعود الى أصله حيث كان
وأصل الوجود ....سكون
تمهل....
تم عمل هذا الموقع بواسطة