المَوْءود / للشاعر: الغريب سالم / مصر


 
 أن تقول غمامة للريح "احمليني"
 أن تصرخ فراشة بذات الريح "اقتليني"
 أن تتفلسف الأشياء بمزاج معتدل
 أن تتعلق الخيبة جوار الخيبة على الجدار، تلقاء نفسها
 أن تحتار لأنك لا تعرف السؤال ولا الإجابة
 أن تحب الأشياء بفطرة طفل، وتكرهها بحفيظة مستعمر
 وأن تبكي وحيداً
 
 روحي التي تشابه زجاجة "روم"، يحبها "زوربا" الذي يتجرأ على فعل كل ما أخافه
 مكنتني من أساليب البيات الشتوي والصيفي، وساعدتني في الإختفاء، فنمت كثيراً ولم أبك
 
 أنا وصديقي
 أحببنا فتاة ما أحبت غيرنا
 صديقي بكى، والحبيبان تعانقا
 وأنا استقللت القطار نحو مقهى بعيد
 شاكياً مرارة القهوة، ومستقلاً قطار العودة
 كي أوزع حزني بين قطارين
 ولم أنسى، ولم أبك
 
 أفلام "البورنو" التي تثير غضب البعض وشهوة البعض الآخر
 بها الكثير من نظرات الرضا والتقبل والإنبهار
 -مصطنعة- لكني لن أتحصل عليها أيضاً
 
 جدي أضاع إرث أبيه
 وأتى أبي كي يشهد الخسارات، ويقصها عليّ
 وأنا بن الأقدار، ادعيت الصمود
 
 المسبحة التي تلتف حول عنقي
 وتعاند الزمان ولا تنقطع
 تنتظر الحبيبة التي قد ترثها مني
 تنتظر عنقاً آخر
 عنقاً يحب ولا يخاف
 
 متعب أنا، ولم أنل شيئا يستحق
 القبلة التي انتظرتها، لم تأت
 والحبيبة التي انتظرتها، ضيعتها قبل أن تأتي
 والحميمية التي أحملها داخلي، لا تمل إحراقي
 لم أقامر مرة،
 لكني خسرت أغلب الأشياء، وما عرفته لم ينفعني - ولم أبك -
 
 شكوت للجدران التي لن تنطبق عليّ
 تحاشيت أبي ونظراته
 ورجعت للمقهى وجدت الرفاق قد رحلوا
 
 هنا أو في أي مكان
 قد تجدون بكائي الذي أضعته، ولم أستطعه
 فاغرسوه في التراب
ستنمو شجرة تحكي ما تجهلون عن "زُليخة

تم عمل هذا الموقع بواسطة