اليد ذاتها / للشاعر: عيسى الشيخ حسن/ سوريا

كأنْ لم نحصد عدسًا
بأيدٍ ظلّت تلوّح
للغيم
والعابرين
.
الأصدقاء غبار
هكذا قلتِ لي
وأنا أمسح الوقت
عن عناوين الكتب
ولكنّ اليد 
التي حملت الحقيبة
في الطريق إلى "الشام"
ليست اليد
التي حملت الهاتف الجوّال
تقلّب الرسائل القصيرة
.
اليد ذاتها
قلتِ
ولكنّه الغبار
الغبار الذي تذرّه
مثل الملح
فوق "طبيخٍ باهت"
اليد ذاتها
"واللهِ"
أكّدت لي
.
لو أنّ الأصدقاء "كمشة" عدس
لما احتجتُ كلّ هذه الأيدي
لو أنّهم "كمشة" خضراء
خضراااااااء
لكانت جميع أيادي الفتيات
في نيسان
يدي
.
اليد التي تفقّدت أصابعها
حين لمستُ بطيخةً حمراء
في صباح حزيران البارد
اليد التي أمسكت "الجلاءة"
اليد التي ظلّت في جيبي
صيفًا كاملًا
اليد التي جرّت رسنًا
لحصانٍ خجول
"عاقلٍ"
قلت لي
.
اليد ذاتها
ولكنّك وزّعت الغبار
فوق متاهة بطول
50 سنة
و30 تذكرة طائرة
و4 جوازات 
"مقطوشة" الأذن
اليد ذاتها
بالساعة الصغيرة
التي تركها "تطعيم الجدري"
اليد التي أحمل بها كلّ يوم
الخبز
والجريدة
وأشكال الشجار
.
لن أضع يدي على كتفِ صديق
هكذا يقول المنطق
هكذا أقول أيضًا
سيذرونا الموت في جهات مختلفة
فمن يقنع كتاب التاريخ السميك
أنّ ذرّات "التبن" المتناثرة
كانت عودًا أخضر
في يد فتيات صغيرات
وأنّنا كنّا أحاديث
في فم حياةٍ خضراء
من؟
.
لا تضع حصانًا في حقل العدس
لا تضع جريدةً في يد الغريب
لا تضع الأصدقاء
في أغنية قديمة
لا تضع الغبار المناسب
في الفراغ.
____

تم عمل هذا الموقع بواسطة