بدم بارد / الشاعر: طارق هاشم / مصر


بدم بارد
ترسلين الحسرة إلى نوافذ الفقراء
حين تعبرين بتنورتك الحمراء القصيرة
النوافذ لم تنم بالأمس
ظلت تراقبك حتى تخرجين من أرواحها بسلام
أعرف نافذة علقت نظرتها في ليل شعرك المسافر
دون أن تعود
نافذة أخرى باعت ضفائرها
كي تعرف السر
نافذة ثالثة فاتها القطار
وهي تتطلع الى انحناءة القمر فوق جبينك الباعم
كم أنفقت من عمرها بالقرب من مساؤك البعيد
شهداؤك كثر وانتي واحة للحب
لايضيع راويها
النوافذ ودعت من فيها حتى تحرس تنورتك
اذا مااصطفتها الرياح الخريفية الغادرة كجراح المحبة
النوافذ هاهنا في القلب
تعرف كم انتظرت وبالتحديد
حتى تعبرين لمرات ومرات
كالنسوة اللائي فقدن رجالهن في حرب عتيده
هي الآن تشهدك
ترفل أفراحها خلف السياج التي اختارت بمحض ارادتها
أن تكون ظلا لروحك فلا تخذليها
وارجعي إلى نظرتها برضا كامل
كي لاتموت وحيدة على باب نظرتك
 
تم عمل هذا الموقع بواسطة