تحرّش قصيدة للشاعرة: فاطمة بن فضيلة - تونس

 

امرأتان تجلسان في مقهى على النهر 

تحتسيان كوبي عصير 

فالجعة شأن رجاليّ 

و القهوة شأن عاطفيّ 

و هما  امرأتان 

مجرّد امرأتين 

"ما من نهر في الناحية" 

لكنهما كانتا تجلسان في مقهى على النهر  

تحتسيان كوبَيْ عصير بارد 

و تتجاذبان أطراف الذكريات 

عن رجل أحبّتاه معا 

و هجرتاه معا 

في الركن الآخر من المقهى 

في الركن المطلّ على النهر 

فتى 

يبسط قوارير الجعة 

و الأوراق البيضاء على ظهر الطاولة 

لا يشرب شيئا 

و لا يكتب شيئا 

امرأتان تجلسان في مقهى على النهر 

"لعلّ النهر اندلع خارج الصورة في حكاية أخرى" 

تحتسيان العصير البارد 

و تتحرّشان بالفتى الجالس في الركن 

المطلّ على النهر 

و هو يضمّ رجليه في حركة لا اراديّة 

و ينأى ببصره عنهما 

امرأتان تجلسان في مقهى على النهر 

"و النهر لازمة القصيدة" 

تتحرّشان بقوارير الجعة الملقاة على 

الطاولة 

و الفتى يضمّ قواريره 

و ينأى بظلّه عنهما 

امرأتان تجلسان في مقهى في النهر

 تحتسيان الجعة الباردة 

و تتحرّشان بأوراق الفتى النائمة على 

الطاولة 

فيضم اوراقه 

و يغادر بخطى مرتبكة 

لم تنتبها و هما تحتسيان حبر الفتى 

المسكوب في الأوراق 

أنّ نهرا اندلع بينهما 

و أنّهما أنجبتا قصيدة عابثة تتحرّش 

بالعابرين في الطرقات

تم عمل هذا الموقع بواسطة