امرأتان تجلسان في مقهى على النهر
تحتسيان كوبي عصير
فالجعة شأن رجاليّ
و القهوة شأن عاطفيّ
و هما امرأتان
مجرّد امرأتين
"ما من نهر في الناحية"
لكنهما كانتا تجلسان في مقهى على النهر
تحتسيان كوبَيْ عصير بارد
و تتجاذبان أطراف الذكريات
عن رجل أحبّتاه معا
و هجرتاه معا
في الركن الآخر من المقهى
في الركن المطلّ على النهر
فتى
يبسط قوارير الجعة
و الأوراق البيضاء على ظهر الطاولة
لا يشرب شيئا
و لا يكتب شيئا
امرأتان تجلسان في مقهى على النهر
"لعلّ النهر اندلع خارج الصورة في حكاية أخرى"
تحتسيان العصير البارد
و تتحرّشان بالفتى الجالس في الركن
المطلّ على النهر
و هو يضمّ رجليه في حركة لا اراديّة
و ينأى ببصره عنهما
امرأتان تجلسان في مقهى على النهر
"و النهر لازمة القصيدة"
تتحرّشان بقوارير الجعة الملقاة على
الطاولة
و الفتى يضمّ قواريره
و ينأى بظلّه عنهما
امرأتان تجلسان في مقهى في النهر
تحتسيان الجعة الباردة
و تتحرّشان بأوراق الفتى النائمة على
الطاولة
فيضم اوراقه
و يغادر بخطى مرتبكة
لم تنتبها و هما تحتسيان حبر الفتى
المسكوب في الأوراق
أنّ نهرا اندلع بينهما
و أنّهما أنجبتا قصيدة عابثة تتحرّش
بالعابرين في الطرقات