روح الرافدينية / الشاعرة: : سكينة الماجدي / العراق


لم أكن غريبه انا من هنا وهنا مني، 
اسيرُ في الحقولِ تمشط السنابل شَعْري، 
والهزاردات البرية أقراطي. 
أنتِ أغنيةُ عشقٍ مسافره؛ 
هكذا تنعتني جدتي، 
وبأن كل بقعة من هذه الجنة مني وانا منها، 
إن ضَحكتُ ضَحِكَتْ وإن حزنتُ إحترقتْ
ليلٌ بهيمٌ وصرخاتٌ تغتال الاغنيات 
حينما هطلَ مطرُ الحزن 
طرتُ لأكلم الغيمات، قصصتُ ظفائِري
وزرعتُها في حقولِ السواد
أهديتُ كلَ غيمةٍ وتراً من اوتارِ شِعْري، 
وهمستُ لَهُنَ بأغاني الحبِ والبعاد. 
عزفنَ وبكينَ وهطلَ المطرُ وردياً
تسيلُ الانهارُ وتفرحُ الطيور 
تنبتُ ظفائِري سنابِلَ تُغَطِي الحقول، 
ويبعثُ ديموزي من جديدٍ، فلا يراني
يبحثُ عني فيجِدُني في كلِ ربيعٍ يَخلقهُ 
أتناثرُ زهراً برياً مسافراً معَ الريحِ 
العطرُ يبقى ويتجذرُ في الأرواحِ
وحينَ أردتُ الأرضَ والسماءَ تحولتُ لنخلة
لألمُس النجوم بسُعُّفِي، 
جِذعِي المُثقَبُ بالغيابِ يعزفُ لحناً، 
وتستمرُ الأغنيات
تمتد جذوري لترويَّ شفاهَ الموتى الذابلات! 
وحدها أغاني الذين سَرقوا إسمي، 
دون أنْ أدري؛ تَذكُرُنِي.
تم عمل هذا الموقع بواسطة