زمن البنادق/ قصيدة للشاعر:  جمعة عبد العليم/ ليبيا

في زمنِ البنادقِ
هل ثمة مثلي ؟
أنا الطاعنُ في الحزنِ
المتشبّثُ بسلامِ الروح
المفتاحُ الذي وضعهُ أبي بعنايةٍ
في قُـفْلِ التَّسَامُحِ
هل ثمة أرجوحةٌ للأرق 
تُنصبُ بعد منتصفِ الليل ؟
هل ثمة رجلٌ يُكابِرُ على عُمْرِهِ
ويستمعُ فيروز وعادل عبدالمجيد 
وايقونةَ الوجعِ "عبدالكافي "
ومارسيل خليفة وماجدةَ الرومي
وسمفونيات بتهوفن المعتّقة
وولدٌ آخر يغني بشجنٍ 
لم أعرف اسمه بعد
يردد أغنية " دَارِي يا قلبي دَارِي"
في زمنِ البنادقِ من مثلي
يَـذرِفُ دموعَ الكلامِ
ويداري الوجعَ بابتسامةٍ باهتة
من غيري يَسيحُ في هذه الحُمَّى 
من سواي يتداوى  بلفظة الوطن
يتكئ على ذاكرةٍ مليئةٍ 
بالعشقِ والذكريات
وينهل من نبع أمه  ..
في زمن البنادق
من غيري يضع أصبعه 
في عين العبث ،
يتقيأ هذا اليقينَ المَقَيت
ويرقصُ وحيداً في آخر هذا الليل
على لحن روحه ..

تم عمل هذا الموقع بواسطة