فَاخلَعِ الآنَ نَفسَكَ وَتَقَدَّم بِاليُسرَى تَجد رِيحًا وَرِيحَانًا وَحَلبَةً مُبَاحَةً لِلانتِهَاكِ انتَهِك وَلاَ تُبقِ عَلَى خُزَعبَلَةٍ وَاحِدَةٍ وَأطلِقِ الطُّيُورَ كُلَّهَا شَاهِرَةَ الأنيَابِ وَالمَخَالِبِ إلَى أن يَشبَعَ الجَوعَانُ وَيَرتَوِي الظَّمآنُ وَتَرتَقِي سُدَّةَ العَرشِ سَيِّدًا شَهِيدَا
وَحِيدَا.
حَجَرٌ صَاخِبٌ، وَرِعَايَا مِن غُبَار.
وَاحِدٌ، ألِقٌ
وَجُمُوعٌ مَشدُودَةٌ إلَى أُفُولِهَا،
رَاكِضَةٌ إلَى احتِضَارِهَا،
وَوَاحِدٌ، شَبِقٌ، خَرِقٌ
وَجُمُوعٌ مُهَروِلَةٌ إلَى اندِحَارِهَا،
وَوَاحِدٌ، أحَدٌ مِنَ الصَّمتِ وَالصَّخرِ
يَخرُجُ مَكتَمِلاً فِي الصَّهِيل
وَمُشتَعِلاً مُوحِشًا،
كَسَهمٍ سَاهِمٍ مُعَلَّقٍ بِخَيطٍ مُنقَطِعٍ مِن فرَار.
أتَّجِهُ إلَى الجِهَاتِ الأَربَعِين وَأعبُرُهَا صَاعِدًا وَلِي مِنَ الهَبَاءِ بَهَاؤُه وَمِنَ البَهَاءِ هَبَاؤُه وَمِن كُلِّ شَيءٍ شَيئُه وَمَا لَهُم مِنِّي سِوَى خِيَانَاتِيَ المَرِحَةِ أَنسَاهَا لَهُم بَالِيَةً شَعثَاءَ تَقطُرُ بِي فَيَنتَفِخُونَ بِالشَّمَاتَةِ الفَرِحَةِ حِينًا إلَى أن تُزهِرَ الخَدِيعَةُ طِفلَةً مُجهَضَةً لِيُطلِقُوا الحِرَابَ وَالسِّهَامَ أهُشُّهَا عَنِّي فَتَنحَنِي لِي أسًى وَرَغبَةً شَفِيقَةً وَتَنثَنِي مُدبِرَةً فَأَلوِي الرَّكبَ نَحوَ مَضَارِبِي أَمنَحُهَا حَقَّ انتِهَاكِ المُحَرَّمَاتِ الطَّوطَمِيَّةِ (سَبَقَ أن مَنَحتُهَا حَقَّ انتِهَاكِ المُحَرَّمَاتِ الأُخرَى فِي "إِشرَاقَاتِي". لِذَا لَزِمَ التَّنوِيهُ، مَعَ عَدَمِ التَّكرَار) وَأرثِي لَهَا مَا تَيَسَّرَ مِن رِثَاءٍ بَلِيغٍ بُرهَةً إِلَى أن تَنَامَ فَأقضِي مِنهَا وِطرِي بَضَّةً بَضِيضَةً عَلَى حَجَر
أَمرُقُ فِيهَا، بِاسمِ اللهِ مُرسِيهَا
فَتُوغِلُ فِي السَّفَر.
وَأَسكُنُهَا، فَتَهمِي،
وَتُوسِعُ لِي
فَأُوغِلُ فِي المَطَر.
لُجَّةٌ لُجَينٌ وَشَجَر.
وَلُغَاتٌ وَالِغَاتٌ،
وَظِلاَلٌ مُضِيئَةٌ، جَرِيئَةٌ،
رَفِيفٌ أَلِيفٌ، وَرَفرَفَةٌ وَارِفَةٌ،
وَشَهقَةٌ مَعقُودَةٌ عَلَى سَهَر.
وَبَيضَةٌ بَضِيضَةٌ مُهِيضَةٌ عَلَى حَجَر.
أنسَلُّ مِنهَا وَأَنَا أَتَسَوَّلُهَا مِن أبنَاءِ السَّبِيلِ أبَدًا أَو بَعضَه مُتَضَوِّرًا بِلاَ خِرقَةٍ أَرفَعُهَا رَايَةً لِلمَسكَنَةِ فَيَخفُرُونَنِي إِلَى وَادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ بِالأَهَازِيجِ وَالأَنَاشِيدِ إلَى أَن أَبلُغَ القَاعَ العَقُورَ فَيَعقُرُونَنِي وَيَرتَجِلُونَ رَقصَةً بَرِّيَّةً عَلَى بَدَنِي وَيَمضُونَ عَنِّي صَفًّا مُستَقِيمًا ذَاهِلاً إلَى احتِضَارٍ أَو جُنُونٍ مُرِيبٍ (لَم يَكُن فِيمَا جَرَى خَدِيعَةٌ أَو استِدرَاجٌ مَا، وَكَانَت اللَّذَّة) وَأنَا أَرنُو إلَيهِم مِن وَرَاءِ القَتلِ يَتَلاَشُونَ مُنشِدِين
عَطَشٌ جُرحٌ وَعَلاَمَة.
عَطَشٌ مِلحِيٌّ إلَى دَمٍ صَبُوح.
قَطرَةٌ وَاحِدَةٌ طَرِيقٌ إلَى القِيَامَة.
وَكُلُّ قَتلٍ سَلاَمَة.
أنَامُ قَتِيلاً سَلِيمًا يَحتَلُّنِي هَجُومُ النِّمَالِ القَادِمِ فَأُلصِقُ أُذُنِي بِسُرَّةِ الأَرضِ أَتَسَمَّعُ حَشُودَهَا البَعِيدَةَ تَرُصُّ الصُّفُوفَ وَتَحشِدُ الأَسلِحَةَ وَتُرَاجِعُ خُطَّةَ الهُجُومِ وَالتَّعلِيمَاتِ الأَخِيرَة
فَـأنـتَـظِــــر
ــــــــــــ
سُــدًى
لاَ يَجِـــيء
فَاضْحَكُوا قَلِيلاً وَابكُوا كَثِيرًا عَلَى مَا سَيَجِيءُ قَبرًا أَم قُبَّرةً لِي أَن أُهدِيَكُم شَمَاتَتِيَ المُزهِرَةَ أَن أُمَدِّدَ السَّاقَينِ عَلَى حَافَّةِ الأَرضِ المُنحَسِرَةِ وَأَرفَعَ عَقِيرَتِي بِالرِّثَاءِ البَذِيء
أجِيئُكُم بَطِيئًا خَاطِفًا أَطعَنُ النُّعَاسَ فِي عُيُونِكُم (طَعنَةٌ وَاحِدَةٌ لاَ تَكفِي) فَيُرَفرِفَ مُجهَضًا إِلَى شَاطِئٍ غَامِضٍ يُحَمِّمُ مِنقَارَهُ وَيَرمِيهِ إِلَى الرَّملِ يَخلَعُ رِيشَه وَيَرمِي جُرحَهُ إِلَى القَاعِ المُضِيء
وَأَطعَنُكُم وَاحِدًا وَاحِدًا (طَعنَةٌ وَاحِدَةٌ لاَ تَكفِي) فِي كُلِّ طَعنَةٍ مَائَةُ قَتلَةٍ (وَالله- بِالطَّبعِ- يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء) وَفِي كُلِّ قَتلَةٍ يَنهَضُ حَقلٌ مِن بَيَارِقَ خَضْرَاءَ وَأَبوَاقٍ جَردَاءَ وَصَلصَلَةٍ وَصَهِيلٍ خَبِيء
وَأَرمِي لَكُم قَافِيَةً طَرِيَّةً سَهلَةَ الهَضْمِ وَأَستَلُّ سِينِيَّةً سُمًّا وَسَيفًا وَسَوطًا وَسَهمًا لأَسُومَكُم سُوئِي وَسَيِّئَاتِي أُوَسوِسُ لَكُم وَأَسُوسُكُم بِسُخطِي فَتَستَسلِمُونَ لِي سَنَةً مِن سُهَادٍ أَو نُعَاس
أَزدَهِرُ مُصَلصِلاً عَلَى جُثَثِكُمُ الطَّعِينَةِ تُغَطِّيهَا شَهَوَاتُ الذُّبَابِ اللاَّمِعَةُ وَأَصفُو كَدِرًا رَقرَاقًا أَفِيضُ عَلَيكُم بِلَعَنَاتِي وَطِيبَتِي أَقُولُ أَنتُم ذَاكِرَتِي المَهجُورَةُ أَطلاَلِيَ الطَّائِلَةُ شَرِبَت دُمُوعِيَ فِي القَرنِ المَاضِي (لاَ أَذكُرُ الآنَ السَّبَبَ وَالمُنَاسَبَةَ) وَأشرَبُ نَخبَ سُقُوطِكُم عَن كَاهِلِيَ الكَهلِ إِلَى الوَحلِ شَرَارَاتٍ بَائِدَةً وَأَسمَالاً حَانِيَة
لِيَ الخُزَعبَلَةُ البَاقِيَة.
أَنطَوِي عَلَيهَا، وَأُطعِمُهَا بَصِيرَتِي،
أُلاَعِبُهَا، وَأَمنَحُهَا جُنُونِي،
فَتَمنَحَنِي فَجِيعَةً صَافِيَة.
إِنَّهَا أَرضِي، وَأَرمَلَتِي،
وَطِفلَتِي الضَّارِيَة.
فَانقَشِعُوا عَن فَضَائِيَ المُضِيءِ انزَلِقُوا إِلَى قَبرٍ قَدِيمٍ قَبِيلَةً بَائِدَةً مُسَيَّجَةً بِالمُقَدَّسَاتِ العَطِنَةِ وَاترُكُوا لِي وَحشَتِي تَرعَى حَشَائِشَ العُزلَةِ الشَّهِيَّةِ وَأَعشَابَ اليُتمِ النَّدِيَّةَ وَأَشجَارَ الانفِصَالِ الرَّحِيم
أَرجُمُكُم جَمِيعًا بِحَجَرٍ وَحِيدٍ وَكَلاَمٍ قِرمِيدٍ وَأَهُشُّكُم عَن حِمَايَ الحَمِيم
وَقُطعَانِي تَرعَى الزَّبَدَ الطَّافِي وَتَنَامُ فِي ظِلِّ يَدِي القَيلُولَةَ القَدِيمَةَ تَحلُمُ بِالضِّبَاعِ الحَانِيَةِ وَالأَموَاجِ اللَّبَنِيَّةِ تَهجُرُ المُدُنَ فِي الخَرِيفِ إِلَى الصَّحرَاءِ تَغسِلُ مَلاَبِسَهَا وَتَستَعِيدُ نَدَاوَتَهَا وَيُودَهَا وَتَصحُو فِي الانتِصَافِ البَهِيم
بَصَرِي حَدِيدٌ، وَبَصِيرَتِي الهَشِيم.
أَدُقُّ عَلَى الحَافَّةِ أَوتَادِي وَخَوفِي،
أَتَسَلَّى بِمَا فِي جُعبَتِي مِن طُقُوسٍ ايديُولُوجِيَّةٍ،
وَمَرَاثٍ دُوجمَاطِيقِيَّةٍ،
وَأَلهُو بِأَوهَامِ عُمرٍ وَبِيل.
وَأَرتَجِلُ السَّهوَ- بُرهَةً هَارِبَةً-
لأَقفِزَ مَسعُورًا إِلَى الخَوَاءِ الكَظِيم.
آفَتِي بَصِيرَتِي غَرِيمَتِي
وَخَطوِيَ الهَاوِيَة.
أَنفُخُ الصُّورَ هَصُورًا،
وَيُمنَايَ مِنجَلٌ يَحصُدُ الرُّؤُوسَ الغَافِيَة.
فَافرَنقِعُوا عَن ظِلِّيَ الظَّلِيم،
انقَشِعُوا عَن مَدَى البَصِيرَةِ العَارِيَة.
بَعِيدًا، إِلَى الوَرَاءِ، بَعِيدًا
لأَسحَبَ سَيفِي كَسِيرًا،
وَأَطعَنَ جُثَّتِيَ الطَّافِيَة
هَـــكَـــذَا