فقط، سأقولُ: سئِمتُ.. نزيه أبو عفش ( سوريا )

فقط، سأقولُ: سئِمتُ.. 
.........................
لن أنتظرَ عاصفةَ الخريفك، وأعطالَ آلاتِ الجسد، وخوفَ الوقوعِ في الموت.. لأُوقِعَ نفسيَ في الموت: 
لن أنتظرَ وقوعَ الموت. 
وإذا كانَ لا مهربَ من السأم، سأعيشُ حتى أقولَ: "سئِمتُ.." 
ثمّ، حالَما أسمعُ أوّلَ نفخةٍ من صفّارةِ المغادرة.. تلك التي في دماغي وصُفيحاتِ عظامي ولحمي (وبكاملِ لياقةِ أعضائي وأَعتِدةِ أحلامي؛ وبدون أن أَستعين برصاصةٍ في الحلقِ، أو أُنشوطةٍ سخيفةٍ متدلّيةٍ من السقف، أو أقطعَ شرايين معصمي مُستَقوِياً بجرعةٍ سخيّةٍ من الأدويةِ الجالبةِ للموتِ السعيد) سأتّكئُ، مثلما أنا الآن، وأغمضُ عينيّ على حياتي (بعد أنْ أكون قد أغلقتُ بابَ العربةِ، وأطفأتُ المصباحَ، وشغّلتُ العدّادَ الذي يقيسُ سماكةَ الظلماتِ وأزمنةَ الموت) وأُعلِنُ: "سئِمت..". 
ثمّ أقولُ "شكراً!".. وأنام. 
أنـــامُ.. لا أكثر. 
أنـــامُ، وَ.. ينامُ الموت. 
29/6/2020




تم عمل هذا الموقع بواسطة