كلَّما رجفَ قلبُ النصِّ طارت الحمامة من فوق راسك
.
.
محظوظٌ جداً أني أحبُّ النصّ ،
حتى أني أسهرُ معه حين يصابُ بالحمى وأضعُ كماداتٍ باردةٍ على السطرِ الأول ،
في وسط النصِّ أنتِ ترقصين وتقيسين درجةَ حرارتي ، تثيرين الجدل في صالونِ المفرداتِ وتصرخين ،
النصُّ لم يبلغِ الحلمَ ولا ينمو إلا في الليلِ أو ساعة ضجر وقرب ساحات ضوضاءِ اللحظة. ،
أثناء ما أرتب الجُمَلَ المرتبكة ،
كنتِ مشغولةً بتقليم أظافرَ الفوضى وترتيبَ تسريحةَ شعركِ وإعادةَ الهواءَ إلى النوافذ ، أحسستُ أنَّكِ تشعيَلينَ الشموعَ وتحرقينَ الأسماءَ الموصولةَ وفوارزَ الهامش ، وأنا أطفو بلا مبالاةٍ على حلمِ النصّ ، تضحكينَ حين أقولُ لكِ أنَّ النصوصَ الهادئةَ تنتابُها موجةُ سعالٍ وبراعمُ ترهلٍ مضيئة ،
دون أنْ يتخذَ لهُ نصَّاً ، كنتَ تسكنُ في رياحي وأنا حديقتكَ الغناء ،
تلك جملتكِ
وضعتُ نفسي بين سطرين، وغفوت مرهقاً أبحثُ عن شكلٍ جديدٍ أدسُّ به حروفاً جائعة ، تذكرتُ وقتها أني قلت :
رغم عقمِ حروفي إلا أنَّكِ انجبتِ لي حروفاً لينةً حتى كادت تسيلُ لرقَّتك ،
حروفٌ تجرُّني لطينِ البلد ، لخدِّكِ الأبيض ،
لصريرِ السرير المدفونِ بأفئدتنا ، لنهديكِ الّذيّنِ يشبهانِ حَمامتين ، لي أنا ...
الوحيدُ مثل مقتلِ نصٍّ بيومِ فُقرهِ المستمر ،
علقتُ النصَّ على شجرةٍ وأنا أرشدُ النملَ بايماءةٍ تشبهُ حباتِ سُكَّر .
.