كتابات خاطئة/ الشاعر: سامي البدري / العراق


كتابات خاطئة
لم أنتبه لزحف عمري
لكني الآن مسرور جداً 
بتجاوزي الأربعين
فهكذا أنا مطمئن 
أني لن أبعثَ نبياً
يُعيد تشكيل قناعات الناس الأبرياء
وإدخالهم في نفق أخطاءٍ جديدة 
قد تزيد أحزانهم
أو تجعلهم أقل صبراً
على حماقاتِ أزواجهم
أليس أمراً شاقاً
أن يكون كل عملك هو
تخطئة الآخرين؟
مضى زمنٌ طويل
على الحقبة التي كنا فيها
نلامس العالم دون قفازات
في تلك الحقبة
كنا نَرتكب أخطاءً أقل
ولكن بإخلاص وأمانة
كنا نخوض حروباً أقل
ولكنها كانت قدرية وخالدة
كنا نفكر بأشياء تافهة فعلاً
ولكنها كانت تحمينا من رغبة 
شد العالم من أذنه
لأنه واجهنا بتفاهته
من دون كمامة مرسوم على وجهها
قطعة حلوى
أما الآن فصرنا نبحث عن أنبياءٍ
يلامسونا بقفازات 
من ماركات غير عصبية!
الكتب القديمة تحدثت عن كل شيء
إلا ما يهمنا كرعايا ضائعون
تحدثت عنا كعبءٍ على الإله
طائشون ونمضي الوقت
في العبث لا في ممارسة الحياة
وعندما إحتج مشاغبونا
بأننا لم نجد كتاب السيرة الذاتية لآدم
لنتعلم منه كيف نمارس الحياة
قالت الكتب بعصبية مدبرة منزل من العصر الفكتوري: 
آدم كان نبياً لا مؤلف كتب! 
هل ثمة ما يمنع الأنبياء 
من تأليف الكتب؟ 
يقول الشعراء: ولدنا لنذم العالم
ولنؤلف الكتب التي تسخر منه
وتقول النساء ولدنا 
لنصنع التغيير في مزاج العالم
ونُخلصه من نكده الفطري
ويقول الأنبياء ولدنا
لنعيد الناس إلى الله
أين كان الناس لمدة العشرين مليون سنة الماضية إذاً؟

تم عمل هذا الموقع بواسطة