كل يوم .. عبد الحفيظ طايل ( مصر )



لا يمكن أن يستمر الحال بهذا السوء

صباحًا 
سوف أحلق ذقني وأرش عليها عطرا معتقا
أخرج للشارع مبتسما وصائحا:
"هالليلويا"
واكمل يومي بشكل عادي

يمكن أن أنفذ اقتراح حبيبتي 
بخطف وردتين
والجري إلي أبعد مكان ممكن
حتى يبدو موتي نتيجة طبيعية
للحمل الزائدعلى القلب

عندما أخبرتها عن سرطان الرئة
اقترحت حفظ الحويصلات الهوائية المتخثرة 
من أجل التمويه على الملائكة
التي سوف تحزن بالتاكيد على موت مفاجئ لقصة حب مسلية 
ولا تخلو من المتعة

اقترحت:
العصافير التي تقف على أسلاك الهاتف
لا تهتم بما يدور داخل الأسلاك 
فهي لم تحص أبدا اتفاقيات الغدر والتسميم 
والعشق وتفريغ الكبت والثرثرات العادية
يمكن أن نقلد هذه العصافير
لكننا سوف نتعلق بأسلاك الكهرباء 
علينا فقط أن نتظاهر بأننا نجهل الفرق بين أسلاك الكهرباء وأسلاك الهاتف.

يمكننا أن نقف صباحا أمام أعمدة الكهرباء مرددين:
"صباح الخير يا أعمدة التليفونات"
وعندما ينظر إلينا الجيران بدهشة
سنردد:
"نحن نجهل الفرق تماما.
نحن عصافير."

راقبي أنت الذبابة التي سوف أرشها بالمبيد 
إذ تسقط في كوب الشاي الذي أمامك
ولتخفي ساعتها علامات القرف إياها
ولتهتفي:
"أنظروا،
ملاك بحناحين سقط في كوب الشاي
ملاك صغير في حجم ذبابة!"

سأقول لحظة خروجي من الحمام:
"صباح الفل!"
وإذا سأل أحدهم عن الدم الذي يسيل من رقبتي 
سأحكي لهم عن إهمال عمال النظافة 
وأخرج لهم من درج المكتب 
فروات الرؤوس والأعضاء التناسلية التي تركوها حتي ملأت المكان 
وسدت المدخل،
وعن طريقتنا المبتكرة في حفظها في الأدراج
مقسما أن هذا هو السبب
في عدم خروجنا من البيت

يمكننا أيضًا 
أن نخترع مسابقة في التصويب على الرؤوس بالحصى
نجمع أكبر كمية ممكنة من الحصى 
ونتبادل التصويب نحو رأسينا اللتين سوف تتدليان من السقف 
بارتفاع متساوٍ

علينا فقط أن نتأكد من أننا 
لا نصوب على مرآتين
من أجل التدريب 
اقترحت
أن نمارس اللعبة ذاتها
على بعض الرؤوس التي يجب أن ننتقيها بعناية
وبحسن نية يمكن أن تبدو اختياراتنا عشوائية
من بين أصدقائنا وأحبتنا السابقين
ولكي نضع الأمر في سياق تاريخي 
سنختارهم حسب العمر
ولابد ساعتها أن نتوقف عن ترديد أغنيتنا
حتي ننتهي

وعندما تمتلئ رؤوسهم بالحصى
وتتكون بحيرة رائعة من الدم 
يمكننا أن نمارس رقصتنا
البدائية

رقصتنا الأخيرة
مخلفين أكبر قدر ممكن من الغبار وصرخات الفرح الخام

وعندما يهدّنا التعب
نستخدم بحيرة الدم
كفناء مدرسة تمرح فيه الضفادع
التي فاضت عن القلب 

من ديوان : حكايات الشرفة 

تم عمل هذا الموقع بواسطة