لم يرَ أحدٌ / قصيدة للشاعر: عيد بنات /  الأردن

لم يرني أحدٌ

ألملم ظلي الذي تمزق على الطريق

لم يرَ أحدٌ

وجهي حين تاه في مدن النوم

لم يرَ أحدٌ

روحها حين أتت مثل غيمة بيضاء

وهبطت على وجهي، ونامت تحت ظل النعاس

لم يرَ أحدٌ

يدي المتوجستين من أثر اللمس

ولا أثر إحتراق أصابعي

حين كانت النيازك تخرج من جحور السماء

لتسرق اللهفة قبلي

وتزاحمني على أخر قضمة من شفتيها

لم يرَ أحدٌ

صوتها كيف تاه في كفي

وكيف صار خدها يلمع مثل قمر بعيد

مثل أغنية بيضاء، بلا حزن

لم يرَ أحدٌ

تلك الأسئلة النحيلة التي تخشى البرد

وهي تختبئ تحت جلدي، وفي قلبي

مثل حجل بري، ينمحي كلما اقتربت منه

ويتلاشى في الرمل ، مثل سرب ماء

لم يرني أحدٌ

وأنا تائه في الصور، لا ظل لي

أبحث عن معنى خائف

عن أشجار مات الكلام على أغصانها

وجفّت شفاهها

حين حدق وعل الخريف في عينيها

لم يرَ أحدٌ

كيف يصير فمي أزرق، وكيف تتلعثم يداي

حين أصير مثل ليل بارد

يحدث أكثر من ذلك لي

كلما نامت على سريري

ورقة بيضاء

يشبه وجهها

وجه هذه القصيدة

------------

تم عمل هذا الموقع بواسطة