"لولا أمي" قصيدة للشاعر: علي بن فضيلة / تونس

لولا أمي 

لكان عمري الآن 

عشرين و بعض وجع 

كانت أمي تقطع الوقت 

و تتوكأ على 

ظل طفولتي 

توزع الحلوى على الموتى 

و تتهيأ للرحيل 

لولا أمي 

لكنت الآن طفلا 

أتأرجح في نوافذ الصباح 

أكسر أواني الفخار 

وأغلق باب غرفة جدتي  

ولا أفتحها إلا بقطعة حلوى 

أعبث بعجين الخبز  

و أسترق النظر 

الى نهدَيْ جارتنا الأرملة 

لولا أمي 

 تَعَجّلَتِ الرحيل لَعَلَّقتُ القصائد  

على شفاه الغيم 

و سرقت عصا إمام الجامع 

ليشتكيني إليها و تعاقبني 

كنت أعانق جدران البيت  

أتأمل انسياب الكلمات 

و أنتظر غائبا  

لن يأتي 

كنت أرسم على ثغرها 

حلما لوهمي 

أقطب جراح الليل 

و أدير قرص القمر قليلا 

على خد طفولتي 

لولا أمي 

لما صرت شيخا في الأربعين.  

تم عمل هذا الموقع بواسطة