مذكرات حائط / الشاعر: كريم عاشور/ العراق

حائط يخربش عليه الأطفال
بالطباشير وأقلام الرصاص
وإزاء سدرة هرمة
تدمغ عليه النسوة
أكفهن الملطخة بدماء النذور.
أما في مواسم الموت
فتزدحم عليه لافتات النعي
وتغسله الثاكلات بالدموع.
لطالما صار مكبًا للنفايات
ومرفأً لأوراق الخريف .
وكم حاوره من سكير
حتى إذا  اشتدَّ به السكر
بادره بوابلٍ من الشتائم
محطّمًا في وجهه زجاجته الفارغة.
أحيانا يلوذ به متشردٌ
وهو يعزف في أذنه
شخيره المتخم بالجوع والسعال.
مرةً رسم عليه عاشقٌ
صورة قلب
وحين عاجله بسهم
سقط الحائط
مغشيًا عليه من الحب،

تم عمل هذا الموقع بواسطة