موسيقى خلفية للحياة / الشاعر: ناصر رباح / فلسطين

1
حذاء بني بنقوش على المقدمة ورقبة قصيرة يتسكع في بيت مهجور؛  بين غرف النوم وخزانة الصحون ، بين الأسرة المتربة وكراسي الطاولة الكبيرة، يمد رقبته قليلا ويمشي، لا يفقد الأمل، لا يشكو الوحدة، ولا يتذمر، يمشي ساعة كل يوم لا أكثر تماما كما أوصى طبيب السكري،  الوصايا التي لم ينتبه لها أحد؛ سوى حذاء بني نزق بنقوش على المقدمة يحدث صريرا خافتا كل يوم في قيلولة جيراني.
2
تقول الحكاية أن شجرة كينا صارت قاربا حين اشتهت البحر، وأني لو لم أكف عن اشتهاءك فربما أصير شجرة كينا. لا بأس إذا، فهناك متسع في الطريق لشجرة أخرى ما دمت ستمرين من أمامي كل صباح مثلما كان يحدث قبل أن تسرقني منك الحكاية.
3
أتوق إلى آلة موسيقى تعزف لحنا غير تلك الحروف، ليس لها صوت يتكسر مثل قشر البيض، ليس لها رائحة تلامذة يرسبون من الذاكرة. آلة  موسيقى تبلل مستمعيها فيخرجون من النص غرقى. آلة تبدأني بالسلام، أصفف أمامها ارتباكي طوال المساء، ألقي بها على شاشة الفجر كصحن فارغ من الدهشة. كمنجة من خشب الصمت، ناي من حرير الدموع، امرأة تسيل علي كمطر على نافذة.

تم عمل هذا الموقع بواسطة