هى / الشاعر: محمد عبدالعزيز / السودان
 هي "
عندما تسقط بناية الحب 
لا تتحول الى انقاض 
بل تسقط واقفة بكامل الصور
و رماد الاحتراق 
في الحنين الى الحكايات القديمة
" هي " 
من عانقتني في قرية ما ، تجلس على ضفة ما 
بكامل الإضطراب البكر 
أسفل "زريبة الأغنام " 
مُحاصرة بالشاي والأقصاب 
و اصوات الأبقار تقضم القش 
لتعتصر لنا " الخمر الابيض " 
" هي "
ذاكرة الطفولة ، وثياب المدرسة بكامل الحبر 
والعناقات الخجولة
والأقلام التي 
لم تتعلم حينها 
كتابة أسماء الموتى في مُخيلة النصوص
أسماء الجرحى 
في رقصات الموت المتكررة 
والاهم ، لم تتعرف حينها 
على الحروف المئة " لنصوص التأبين "
" هي " 
رائحة الروث المبتل بالفيضان 
وأرجل المارة 
وأحاديث " العجزة "عن الحقول النافقة ، وأسعار القمح 
في " سوق الخميس "
"هي "
ذاكرة الغرقى 
والمراكب الصدئة
والأسماك المُصابة بسوء السباحة 
وقعت فريسة للشباك
و العشاء الدسم " الكارب " على شرف الخمور ثرثارة الرائحة
" هي " 
شجارات الحي "دافوري " 
في الميدان الكبير 
حين تتسلق المسافة بيننا وترمقني بكامل الوجوه
و اقف أنا بكامل الغبار الأسمر 
والعرق المعطن بالأهداف اللا نهاية لها 
من طرق النافذة 
وأخرجها عبر الثقوب المُشمعة بالموت والسوس المُشاغب 
والغياب القديم 
وكيف للأبواب الحديدية " الماكنة " 
أن تحطمها الأحاديث العفوية
عن الوطن 
والمدن الجريحة 
والماضي الناجي من ذاكرة الخراب الحديث 
تحسست أصابعي وأنا أعود 
عبر دهليز زمني ، امتد كجسر من الصمت المُزعج واللطيف في آنٍ واحد 
زحفت ملامحها 
بثياب المدرسة ، حين ناولتني القُبلة الأولى 
وتهربت مني لاكثر من حصة 
وابتسامة 
ومسير دافئ
في شوارع القرية 
تحسست كرفتة الرغبة التي ضاعت بين آلالاف الوجوه 
حين كانت للرغبة هوية 
مساحتها شفتان 
ويدان يافعتان 
لم يمسا الاشياء الأكثر مصارحة للنفس بعد
من أيقظها 
كمارد ضخم 
لتسير على خرائب الكبر 
وتحطم بيوتي الرملية 
فيبكي طفلي القديم ، قطع صغيرة من الوقت الذي يزحف كفيضان ويلتهم كل شيء 
اِذن 
لا نزال نملك القدرة على الحب 
وعلى استرجاع من أحببناهم ، حين تدهسنا القطارات 
العابرة نحو الفناء 
والقبور مؤجلة التذاكر 
ف "هي "
لا تزال هناك 
بشرائط شعرها الزرقاء ، اسنانها 
وفمها الصغير
" خلقه الرب كقُبلة ، ثم عدل رأيه وحوله الى شفاه "
لهذا لطالما تشاجرت
مُدافعاً عن شفتيها وأبجدياته " مُستهبلة " الإغراء اللا مقصود
لا يزال خطها سيء أم أنها خانت الطفولة 
وتعلمت غباء الترتيب
كان خطها السيء " أكثر الأشياء السيئة صدقاً وصحة " 
فنحن كلما تعلمنا الكتابة انجرحنا ، فبالكتابة نحد أسنان الورق اكثر ، حتى تتحول الى انصال
كلما أجدنا الخط 
انجرحنا اكثر 
ليتنا حافظنا على خطوطنا المُتعرجة أقلها لنختبئ في تلك التعرجات 
هي تضبطنا نصا 
نُحاول الاختباء من خيبة ثملة تحمل سكيناً 
تمزق من تتعثر به 
لا تزال هناك
بكامل الاثداء البكرة 
والجسد المتفتح لتوه ، من شرنقة المُراهقة اللطيفة 

تم عمل هذا الموقع بواسطة