يحاول حمل كلمة .. محمد المتيم ( مصر )

إذا كان رجالٌ عظماء 
-في الزمن البعيد-
نقلوا الحجارة من الجنوب إلى الشمال 
ووهبونا ثلاثة أهرامات
وهبونا معجزةً ضد الزمن 
فالشّيّالون في محطة رمسيس 
نقلوا الزمن نفسه على أكتافهم 
أعرفُ -منهم- رجلاً ستينيّاً 
حمل على كتفيه الشامختين 
أربعين ألف حقيبة 
بكامل حَشْوِها من خطابات عشاق 
ووَلْوَلات عجائز 
وعِناقاتٍ حارة 
وثأرٍ مؤجل 
وخبزٍ جاف 
وعُرْيٍ وملابس..

إذا كان أنبياءٌ وقديسون 
-سِماح الوجوه-
جاؤوا لِلَضْمِ السماء بالأرض 
فعمال المصاعد في البنايات الشاهقة 
أولئك الرجال الدائخون 
سلالة دون كيخوت الدائخ 
أعرفُ -منهم- رجلاً 
قضى أربعين حَوْلاً 
يُحاوِلُ لَضْمَ الأرضِ بالسماء 
صعوداً وهبوطاً
غفوةً وإفاقةً..

وها هو أخي 
من دارٍ إلى دار 
ومن بلدٍ إلى بلد 
ومن معجمٍ إلى معجم 
يُحاوِلُ حَمْلَ كلمةٍ 
يُحاوِلُ لَضْمَ لفظها بمعناها 
لكنَّهُ خائرٌ؛ كشيّال أمتعةٍ على رصيف رمسيس 
دائخٌ؛ كعامل المصعد في فندقٍ كئيب

تم عمل هذا الموقع بواسطة