ذات ليلة شتوية : المختار محمد الدرعي

    
    وشاحك الأبيض المزركش
    بأزهار البابونج يملأ ذاكرة العينين
    في ليلتي المصابة بزكام
    البرد واندثار القمر
    تحت عباءة الغيم
    أشعر أنك مع أشيائي حاضرة هنا
    لكن كأنّ رأسي يحوم حول خط الاستواء وما حوله
    يرى أرض يأجوج ومأجوج
    وسد ذو القرنين
    في قهوتي الداكنة
    بدلاً منك،
    أشعر أن قصائد شعري
    قد جمدوها مخترعو النت هناك
    عند القطب الشمالي.
     رغم أنها ليست من القنابل العنقودية المحضورة دولياً.
    عفواً، دعيني أحاكي قليلاً القوى العظمى.
    لا أريد غزلاً في حالة الطقس هذه الليلة
    وفي ظل رداءة هذا العالم
    الساكن مثلي في الظلام.
    دعني أفكر في ما هو أهم:
    هيروشيما البارحة ، غزة اليوم .. ألف مدينة
    عائمة في بحر من دم.. ألف مأساة
    تقرع أجراس رأسي منذ وطأت أقدام
    شمس الحروب
    أرض المكلومين مثلي.
    هذا العالم صار يشبه أكوام قش مشتعلة
    وأخرى قابلة للاشتعال.
    دعني أفكر قليلاً علّني أجد طريقاً إلى
    كوكب آخر أكتب فيه غزلاً لك وآخر عنك.

المختار الدرعي : تونس
    
    
    
    


تم عمل هذا الموقع بواسطة