الاحتفاء بالشاعرة: سامية ساسي




لم أُغيِّر تسريحةَ شَعري



من حكاياتي النسويّةِ المُملّة 

أعشقُ كقرويّةٍ.

قد ألدُ كأرنبٍ ،

نفسَ الرّجُلِ في كلّ مرّةٍ.


*                   


حينَ كانت العاشقاتُ

برِجْل فوْق أُخرى ،

يعلّقْنَ ألف رَجُلٍ بيْن نهدٍ و ضِمادةٍ ،

و يُطْعِمْنَ قططَ محلاّت التجميل شحْمَ بُطونهنَّ ،

كنتُ برَجُلٍ واحدٍ

أُجهضُ دمي كاملاً.


*                       

اللّيلةَ أيضًا،

 وأنتَ في البارِ المُجاورِ وحيدًا

تُعدُّ لأجلي تلكَ الخلْطةَ الغريبةَ ، التي أُحبُّ ،

من دمكَ ،

لم أُغيّر تسريحةَ شَعري.

كنتُ أنزفُ،

أنزفُ من أعلى عيوني حتّى أسفلِها.

و خارجَ صالونات الحلاقة،

غيّرتُ لأجلكَ دمًا بِدمٍ.


و كأرنبٍ قرويّةٍ ألدُكَ في عروقي

نفسَ الرّجُل ،

في كلّ مرّة.


__________________


تعلّمهُ الرّقصَ


هذا البيت يتّسعُ لشاعريْن فقط.

هو، لا يتكلّمُ.

هي، لا تقول شيئًا.

صباحًا، تفتحُ النوافذَ على صيْحةْ" جاك برال".

خطأً، يدعسُ قدمها الحافيَةَ بحذائهِ،

فتضحكُ: على الرجُلِ أن يتعلّمَ الرقصَ قبلَ الشِّعرِ!


هكذا: خطوةً، خطوةً،

في غُرفتيْن مُنفصلتيْن،

هي ترقُصُ.

يدُها الرطبةُ على كتفِ الهواء،

خدّها على خدِّه،

خصرُها النحيلُ في قبضةِ يدِهِ،

يضربُ بها وجهَ مكتبِهِ في غرفتِهِ المجاورة.

فتنتبِهُ: على المرأةِ أن تتعلّمَ الشِّعرَ قبل الرقص والحبِّ أيضًا!

ترفعُ شَعرها بقلمِها،

تفتحُ كتُبًا كثيرة،

وتُعدُّ لهُ القصائدَ حلْوى،

فلا يحلو.

هو رجلٌ لا يخونُ حميتهُ،

ليلاً، يغمسُها كاملةً في البحر

صباحًا، يأكلُ أصابعهُ وحيدًا.

هي، تعضُّ على شفتييْها،

هكذا: خطوةً، خطوةً،

 

وقبلَ أن يدعسَ قدمها بحذائه، تعدّ له قصائدَ عن حبّة ملحٍ

تأكل جثّتيْن

في بيتِ يسعُ شاعرًا واحدًا

لا يتعلّمُ الرّقص.

____________________


بسبعةِ أرواحٍ وتأكُلُني القططُ


المرأةُ التي أحرقت القطّةَ،

فعلّقها اللّهُ من رُموشها إلى القمرِ،

لم أرفع رأسي إليها يوْمًا،

لكنّها زارتني وروَت القصّةَ كاملةً:

 القطّةُ لم تأكل عشاءها.


الغريبُ الذي زارها رأى قمرًا في فتحةِ صَدرها.

النار التي اشتعلت فيما بعد، حسبَها الناسُ طقْسًا.


اللّهُ، لم يكُن غافِلاً.


*                            

الأرواحُ السبْعةُ للقططِ المُلْقاة من فوق السّطوح،

ذُنوبٌ تنمو كقصبٍ بيْن أصابعِ الأطفال،

وتصْنعُ قمرًا.


*                         

الذينَ نزلوا على سطحِ القمرِ لم يجدوا المِشنقةَ.

الكلماتُ الأخيرةُ التي عثروا عليها:

هنا نَبتت زهرةٌ وحيدةٌ،

أكلتْها قطّةٌ وحيدةٌ،

لإمرأةٍ

تنتظرُ غريبًا،


ترْفعُه كطفل إلى السّطح،

ليُعلّق القمرَ

ذنبا آخر بين رموشها.



_________________


لا أفكّرُ في الموتِ واقفةً.


كأرملةٍ الآن،

سأضعُ سريرًا في كلّ غرفةٍ.

سأمدُّ رِجلي أطولَ من لِحافي.

بينَ جدار وجدار،


سأتمدَّدُ كأفعى.

في المقاهي، سيتحدّثون عن امرأة

تُوزّعُ حُضنَها على الأسِرَّةِ ،

وتقتلعُ النّخيل من الحدائق.

العائدونَ من الحروب برؤوس مقطوعةٍ ،

بالملاقِطِ،

ينتزعونَ عروقي من أقدامهم.

النّعنع الذي على جثّتي،

قُبَلٌ تركتها نساءٌ سامقات،

انتحرْن في الأقبيةِ كالجرذان.

ليلا،

.Je pose

أعرضُ جثّتي على النحّاتين.

عندَ قدميّ،

يضعون أيديهم في جيوبهم ويلْعنون:

أرملةٌ كنخْلةٍ،

تُغيّرُ جِلدها،

ولا تموتُ واقفةً مرّتيْن.



تم عمل هذا الموقع بواسطة