اقتلني جيداً / الشاعر: علي الربيعي / ليبيا


ومثلما تجري العادة دائما
اخذت تقول:
" رُجّني
رُجّني بشدة 
مثلما تُرجّ قنينة كولا في حفل مدرسيّ
أو مثلما عجائز الريف ترجّ زق اللبن 
رُجني بقوة
حتى اتختّر
ويصير لإنطفائي وانفجاركَ معنى
عيناكَ واسعتان
لكنكَ تبدو الفتى الضرير / يتلمس العالم بين فخذي 
الحرب في الخارج تقول عنّي كلاما بذيئا
فيما أثرثر عن نهبكَ لي الآن
وعن ركبتيكَ القاسيتين تتوسدان شَعري
وعن افكارك الدنيئة حول استدارة نهديّ
رجني جيدا
حتى لا تعود تخضرّ خلف غيابكَ المسافة 
رُجّني
قدر شراسة عينيكْ  
وما في اظافرك من احقاد
وفي لسانك من سموم واكاذيب 
امضغ نهديّ واشرب دمي كله
وحالما ترتوي 
وتفرغ من إلتهام احشائي ولحمي
اقتلني
اقتلني جيدا
واحرص على سكب ماءك فوق نهديّ
أحب أن اسمع عظامي تُطحن تحت عظامك
وأن اشعر بلحمي بين اسنانك الحادة/ بلا أيّ تهذيب  
يُقطّع بشراهة ذئب 
ويُمضغ بشهية حيوان برّي 
مزقه بشدة
بوضاعة
بكل ما فيكَ من نبل واذلال وكراهية
عضّه, امضغه, لوكه
ثم ابصقه بعد ذلك
فأنتَ نبيّ شرير وقاتل طيب  
اريدكَ أن تلوث قلبي بدنس دمك
وأن تقذف زجاج رغبتي بحجارة ظمئك       
اود أن اراكَ تبكي وأنت تأكل
وأنتَ تتغدى
وأنتَ تعتاد هدري
وتحيا
اودّ أن اراكَ تعوي وأنتَ تشبع
وأنت تسمم انفاسي المقطوعة برائحة جلدك
وزفير رئتيكَ وعرقك    
بريء وطازج أنتَ بلا آلهة 
أيها العالم الذي قيد النشوء / يتفجّر 
..
رُجّني بقوة 
كي تولد أنتْ
وانطفئ
مثلما تجري العادة دائما".

تم عمل هذا الموقع بواسطة