بروفايل لامرأة بعيدة قصيدة للشاعر: الأصمعي باشري - السودان


الوَحشةُ تَشربُ قهوتَها بانتظام.

 لا حقيقةَ يُمكِنُ الرُّكُونُ إليها. 

سأدَعُ الهواءَ يمُرُّ فوق هاوِيتنا، 

وعندما تأتينَ سأغسِلُ المَمَرَّاتِ من وجعِ 

الانتظار. 

أُواري جُثثَ البارحةِ من تحت الأنقاضِ، 

الصَّمتَ الَّذي يُشبِهُ الجُدرانَ، 

الشَّرابَ الرَّخيصَ مثلَ أكتافِ الجنرالات، 

عُواءَ كلابِ الجوع، 

مُواءَ قططِ الجيران، 

النًَومَ الثَّقيلَ كصخرةٍ جَبَليَّةٍ، 

الكوابيسَ الَّتي تَهدر حتَّى الصَّباح، 

طريقتي البائسةَ في النُّهُوضِ كمحكُومٍ عليه 

بالإعدام. 

وعندما تأتينَ سأُحدِّثكِ بأعظمِ سِرٍّ في حياتي. 

سأُثقِلُ كاهلَكِ بالكِذْبات: 

كَذْبة شاعرٍ في حُرِّيَّته، 

كَذْبة مُحاربِ في انتصاراتِهِ التَّافهة، 

كَذْبة ميِّتٍ في مَقبرةِ الحياة، 

كَذْبة عاشِقٍ في قلبهِ المثقُوب، 

كَذْبة نبيٍّ في صلواتهِ المأجُورة. 

ونَشربُ معاً بلا لَذَّةٍ، 

ونَرغبُ في تغيير العالمِ بلا ضمير. 

سنَلعنُ جسدَيْنا كما تَلعنُ الأُمَّهاتُ شَقاوةَ 

الأولاد. 

ستقُولينَ لي: 

أشعُرُ بالضَّجَرِ ومرارةِ اللَّحظات. 

تُغادرينَ وحدَكِ 

وأعودُ وحدي 

أغسِلُ المَمرَّاتِ من الكِذْبات الكبيرةِ 

إذ لا حقيقةَ يُمكِنُنا الرُّكُونُ إليها. 

وأدَعُ الهواءَ يمُرُّ فوق هاوِيتنا، 

وألعنُ قهوتي الَّتي برَدَتْ، 

وألعنُ خَيبتي الَّتي طالت.

تم عمل هذا الموقع بواسطة