بضع مشاهد من فيلم قصير جدًا/  للشاعر: مصطفى قلوشي / المغرب


1-  لم يدع شيئا للصدفة ،
كل شيء رتبه بالعناية المعهودة :
أجلس الشمس على شرفة دانية ،تستمتع بزقزقة العصافير.
وترك الريح – عمدا -  تعبث بسيقان العازفات اللواتي يعبرن شوارع اليأس
بكامل أنوثتــهن .
2-  بحسد صغير يملأ القلب طفق يتأمل نورسا وحيداً يغري غيمة أن تتبعه إلى شباك الصيادين..
3-  حتى  وهي تتمسح بساقيه - هذه القصيدة – وتموء مثل هرة جائعة...وتحدق في عينيه بكل شراهة...
رغم ذلك ، لم يربت على رأسها ،ولا مسح فرو ظهرها، ضدا في الفراغ...
4-  القمر الذي بات يترقب نومك يا شجرة السرو ، وهو يربت بحنو على أغصانك 
هو نفسه الذي وشــى بك للحــطاب .
5- وحيدًا....يحلق في سماه ...طريداً...شريداً...يرتطم بطيفها ،فيسقط غريقا في
  ثمالة كأســـه. 
6-  الباب الموصد ،
لاتطرقه يداك
قد يفضي بك  الى الهاوية
بدل الفرج ،كما تعتقد دائما...
7- لا وقت لديه
ليعد حقائب الرحيل
والسفر، 
أو ليسامر الموتى قليلا .
أعزل يأتي 
إلا من مديح الموت 
والغياب ،
ومثل مطر الخريف على عجل
يزور ،
وعلى عجل يرحل...
8- التراب الذي يتوسده غيابك ،
يغازل المطر في صباح رتيب....
والعصافير بعد ما غادرت 
شجر الريح ،
ترثيك بأغنية حزينة ،
ولم يبق لعزلتك ها هنا 
ما يؤنس وحدتها 
غير طائر البوم الذي أضاع سربه ،
وحط بعيدا يراقب المشهــد ...
9- مالذي يجعل الصبار أيوب
الصحراء؟؟
أهي أقدامك التي ظلت تستجدي 
واحة لتعب الطريق ،
أم بضع غيمات عجاف ؟؟
                
تم عمل هذا الموقع بواسطة