بنيت خيالاً / الشاعر:  بشار عتو  / سوريا
بنيت خيالاً 
وكان الأصدقاء يبنون مستقبلاً، وبيوت
ملأت المكان بالهواء 
وكان الأصدقاء 
يملؤون أماكنهم بالاستمارات 
لدي غيمة في بطني 
ولدى الآخرين أولاد وبنات 
بنيت خيالا 
والآن لدي فضاء خاص 
فضاء غرفة 
وسرير يشبه سجادة علاء الدين 
حين أفتح يدي أطير 
وحين أفتح عيني أقع على وحدتي 
حين أحرك أصابعي يركض غزالٌ للبعيد
وحين أفتح عيني الأخرى تحبسني حسرة الأحلام الناقصة 
حياتي تلالٌ
أولها بحر وآخرها بحر 
فمي سقط في الماء فأكله سمك السردين الصغير
قناديل البحر تمتص القلب كله
صراخي، قرقعة الأشياء الصغيرة 
صراخي، صوت لصحون تنكسر في الطابق السفلي 
.......
الغيمة في بطني 
وسماء رأسي خمرية،
يدخل الخوف لرئتي 
كلما أخذت نفساً اضطرارياً
الغيمة في بطني 
وعلى ظهري يمشي لوح خشبي
كأنما تهبط جنازة ما على السلم 
 كأن عمودي الفقري سلسلة للنهايات
الغيمة في بطني 
وفئران وحدتي تعض الخيط الذي يصلني بالعالم 
لذا على أحد ما أن ينقذني الآن 
أمد يدي من النافذة 
فتسقط أصابعي كلها
الغيمة في بطني 
ومن كتفي تتسلق ضباع للأعلى 
فأعوي 
"أنا قطة مسعورة"
في بطني غيمة 
وفي الشباك جنازة لعصافير ميتة 
أنا واحد منهم

تم عمل هذا الموقع بواسطة