يا حبيبتي الحلوة
لا تطلبي مني أن أكون لامعاً كالنجوم
و أنا المنفي كأيقونةٍ من التاتو عند أعلى مؤخرة حسناء
و لا أن أكون رزيناً كالساسة و الحكام
لأنني فوضوي ٌ كأعقاب السجائر المرمية تحت ظلال الأرصفة
و لا أن أكون لطيفاً كمُوظفي الاستقبال عند أبواب الفنادق
لأنني نَزقٌ كرجال الأمن
و لا تطلبي مني أن أكون مسلياً كأبطال الكوميديا لكي أداعب شفاهك
لأنني ممل كإشارات المرور
و لا تسأليني من أنت؟ كلما لا مست الغموض الساكن في داخلي
لأنني بكل بساطة لست سوى دائرة فارهة
تصلح لأن تكون قالب كاتو أو فوهةً لمدفع
و لا تتعحبي إن امتنعت عن تقبيلك كلما اختلينا لوحدنا
لأنني أخجل من أن تلامس شفتاك الخشونة القابعة في وجهي كالأسفلت
و لا إن قلت لك إنني بجوارك أشعر كأني منطاد ضخم يدهش الجميع
وبمجرد ابتعادك عني لعدة أمتار
أصبح مجرد كيسٍ من النايلون الأسود يسبح في السماء
لا يدهش إلا الحمقى من الأطفال .
و لا تستخفي إن حدثتك مطولاً عن الطرق المتعددة للانتحار
لأنني أزحف إليه ببطء
كما يزحف عرق الجبين نحو الهاوية .
فأرجو منك في آخر هذه القصيدة
أن تفصحي للعالم أجمع يوماً ما
أن إنساناً قتل نفسه اشتياقاً لملاقاة الله
عند أبكر موعد من عمره .