تقاطعات / الشاعر: حسن عبد الحميد / مصر

ستكون سببا
فى حرب ثالثة؛
الزهور التى ترقص الفالس
على صدر فستانك الدانتيل!
الشجرة التى
رسمنا عليها
قلبين متعانقين؛
وأول حروف اسمينا
صارت حطبا،
لمدفأة جنرال متقاعد
هوايته المفضلة
تربية الحروب!
العصفور
الذى كان ينقر
زجاج نافذتك
كل صباح
صار الآن مجذوبا
لو تعلمين!
بين شفتيك
وبينى؛
أسئلة معقدة،
وحكايات غامضة
عن ثورة التوت،
وتاريخ من الظمأ!
لا أحب السياسة.
ولم أنجح مرة فى التفاوض
مع نهديك؛
إلا بعد ثلاث انتصارات تؤهلنى
لأنال الشهادة
كاملة!
كل اللواتى مررن
على جسدى؛
لم يتركن أثرا يذكر،
ربما بضع لطخات
من أحمر الشفاه
فى أحسن الأحوال
إلا امرأة؛
ابتسمت بإرهاق
وهى تسرب جحيمها
فى دمى،
ثم غلقت عينيها
على أربعين حزنا
وماتت...
هكذا
بهدوووووء!
حزين؛
كعنكبوت وحيد،
لا يفعل شيئا
سوى المشى
على سقف العالم،
والفرجة من مسقط
رأسى.
هى الآن
تطلع ما بين مائى
ووجع النخيل،
تدخل تفاصيل الوقت
تلبس عريها،
تفتح أبواب جهنمها
وتصطفينى
هى تعيد الآن
تكوينى
تمنحنى مواسم صبارها،
ونبيذ محبتها
تصنعنى
فاصلة للبوح
ما بين كاف البدايات
واحتراق المدى!
كانت أمى
ترشونى بحضن طرى
كى أذهب للمدرسة،
وحبيبتى
تفك قليلا أزرار
شهوتها
خلف الباب
كرشوة مؤجلة
حين أعود من عملى،
وصديقتى
تلقى جانبا كتب الفقه
وترشونى ب نكتة فاضحة
كى أضحك؛
لقد أفسدتنى النسوة
يا عم
حتى ما عدت أصلح
لشئ
غير كتابة الشعر!
إنه مجحف حقا،
أن أتحمل كل هذا الهراء
لمجرد أن الما بين فخذى أبى
جعله يتصرف بحماقة
فى تلك الليلة البعيدة،
كان من الممكن مثلا
اللجوء إلى طريقة أقل حرجا
أليس كذلك يا الله؟
لا تحزنوا؛
تقول البلاد وهى كاذبة
ثمة أفراح مخبأة
فى آخر الكابوس
فابتهجوا!
أنا والرب صنوان
لا تفصلنا سوى زنزانة،
فإن منحتكم
فابتسموا
وإن منعتكم
فابتسموا
وإن قتلتكم
فابتسموا!
هذا الحزن أليف جدا
يا صديقتي؛
أليف مثل كلب منزلى
كلما نهرته انزوى
فى ركن ما،
حتى أهدأ قليلا
ثم يعود ليلعق قلبى
من جديد.
قل إنه العيد
ثم احتفل؛
صل على حزنك
اثنتين فإن صلاتك
سكن،
واذبح قصيدة مبرأة
فإنه لا يدخل فى ملكوت السماء
إلا الدم الطيب،
واشتر لظلك ثيابا جديدة
على مقاس عريه،
وابعث لحبيبتك
على الضفة الأخرى
من النزيف،
طوقا من الياسمين
على مقاس قلبها،
قل إنك تحبها
قل إنك ستوافيها
قريبا جدا
لتحتفلا معا بالعيد
على طريقة الرب،
ابتسم فى وجه البلاد
رغم كل شئ
قل إنها بخير
قل إنها الأفضل
والأجمل والأكمل وال...
ولا تقف الليلة أمام مرآتك،
اسكر ما شئت
وضاجع تسعا وتسعين
امرأة،
وثلاث قنابل ومدرعتين
وخمسين ألف لغم؛
وانفجر وحدك فى وجه العالم
ربما يزهر من رمادك
العيد،
وكل عام ككل عام
أنت لا شئ غير هذا
الكذب!
كم حفرة
فى قشرة الروح
تلزمك؟
كى تدرك أن الأرض
مفلطحة
وأن جاليلو كان
مهرطقا
وأن العالم تحكمه
الأفيال!

تم عمل هذا الموقع بواسطة