حشرجة أخيرة قصيدة للشاعر: إبراهيم محمد إبراهيم / مصر



سأشد سحابة من تحت أقدامي


سحابة معبأة ببكاء أبي


أبي الذي صار جسدي


وصار أعضاء بلا ذاكرة ،


كأن رأسي عبوة لفراشات تفر من سيجارته


ويصرن بلادا تداعبن خريفـي


خريفي الذي صار مصيدة لفئران


تحت سرير مجعدٍ


وقرفصاء تختزل رحلة سرية في وردية ليل


ومعراجًا بخطوات عرجاء في بيوت الناس


على سلالم متسخة


ودهشة تلوثت بجائحة تشبه عاهرة تبتسم بأسنان صدئة


أبي


أيها الساكن في الأعالي


لماذا ألبس زجاج مرآتك الباهتة كلما تعريت وحيدًا


لماذا تجلس على سحابتك منفردًا


كأنك جسدي الذي شكلته


ثم أنكرته عند صياح الأرصفة لتسلمني للمخبرين


أبي


أيها النائم في حضن حشرجة


بكاؤك صار برقًا لكنني أصم


سيجارتك التي أحرقت إصبعيك أشعلت جفنيّ


والفراشات طارت من رأسي


لتأكلها قطط جائعة على بابك


يا أبي


تم عمل هذا الموقع بواسطة