حميد حسن جعفر يكتب/ سأعلن في محضر قولي : أنا الهواء وجسدك القصبة / العراق


فوق آرائك مقهى الطرب الأصيل، 

حيث يقتعد الثنائي داخل حسن وبنت الريف ركنا غير قصي، ومن خلال بوابة فسيحة ستتقدمين ومن حولك ريح، و قصباء، وسلالم،لست بحاجة إلى الكونسرفتوار، سيشير إليك شخص ما أن تتقدمي نحو أحد شخصين، أما -رضا علي -أو -عباس جميل -حيث لا شيء سوى الموسيقى ما يؤكد خطوتك نحوي، 

حيث العميان يتدربون على النفخ في النايات، 

أو يجربون أوتار الكمنجات، 

أو يتأكدون من صلاحية الدرابك، 

ربما تتمكن حمدية صالح من اصطحاب فرقتها إلى منصتك، لتتمكني من إنجاز مالم أتمكن منه، 

كأن تتوقف التماثيل عن الغناء، 

وأن تمنح الأصابع المبتورة فرصة العزف على القانون، 

وأن لا يتحول صفير الفزاعات إلى نباح بحضور اللصوص، 

كان البعض يحسبك الماكرة، الساحرة، يحسبون جسدك قربة وما يحيط به رمادا 

وكنت أحسبك الدمية التي حين أضغط على سرتها، فتطالبني بانتظار حلول المساء، لكي تضيء أصابعي بصحبتها، 

لا أحد سواي كان يجيء بالريح صافنة، 

و بآلاء الله التي تشبه المشارق، 

فتقولين :أن الطقس غائم ممطر، والرياح شرقية، مع زوابع. فلا تترك الدارة للحراس، 

فأتردد في الكشف عما يخبيء المساء لك من بيت واسع ،وسرير لا يكفي إلا لنفر واحد، فقط، وأني سأكون بابه الخشبي، ونوافذه الزجاجية، لا النعاس يكون حليفي، ولا السهو من الممكن أن يكون أمرا لازما، 

سأترك لك السرير، وأنتبه للدارة وما من حولها من مزارات ومدافن، من موسيقى جنائزية يؤديها فالح حسن، 

ربما تشيرين علي أن تكون الحانة، أو ما يحاذيها من بناية المسجد تلك التي على يمين مكتب أغاني الموسيقى، وعلى شمال أذان الفجر، بعض ما يشبه الوسيلة للوصول إلى النهار، 

 فأطلق بعض الوقت، عسى أن أستجمع قواي، وأطلقها كأي دليل إلى حيث النهار، 

لم أحسبك من قبل كما أنا الآن، حين تركت قفطاني على كتفيك، وكنت أقول للمارة :تلك عصاي، ودليلي إلى القويم من الطرقات، فأرى مالم أر من قبل، 

براعما تورق، وماء يسيل، 

وأنا لا أعرف كيف أطلب منك، أن تنفخي بما يتقد في الموقد، لأسمع ثقوب أصابعي وهي ترشدك إلي، وليشرق صوتك علي كما النهار الأول ،

هل لدي الجرأة على ذلك؟ 

إن أدنو أكثر منك، لأتاكد من أن الموسيقى شيء من خزائنك، ،ومن ثم سأعلن في محضر قولي :

              انا الهواء وجسدك القصبة. 


حميد حسن جعفر / العراق

تم عمل هذا الموقع بواسطة