ركبت السنابك لوجهي / الشاعر: لؤي  الجواري  /  المغرب

العين تفقأ النجوم بوميض شاحب ، لها نظرات غاربة و شهب . بينما الاقمار البذيئة تطل علي، مضمخة بالظلمة و النميمة .
الكوكب الذي أسكنه ، ينسرب متدثرا بالسحاب . هائما ، يرتجف من فرط رعونة الهيولى . فلولا فزعي البدائي، عندما استشعرت أول مرة الصقيع  و هو يجرس على شعيرات الجلد المرعوبة و لولا حرصي على مراقبة المتلاشيات و معاينة وتيرة تعاظمها لما استكمل الكوكب دورته الفلكية الرتيبة.
كنت امشي بمحاذاة شاطئ عظيم . في  يوم كوكبي تصحبه شموس مهيبة و مبهرة. رغم ان البحر ، الأقيانوسي الرغبة ، كان مستلقيا بجنبه ، هادئا و وديعا ، ممددا بسيقان فارهة ، ناشرا لحمه اللازوردي. إلا أن شرارة الغدر كانت على بعد أمتار فقط ، متربصة بين لجج الموج و بين دمعة الغرق  الممزوجة بالملح و الفجيعة.
قردة جالسون ، ينظرون لي ثم يقهقهون. حركات  تصدر مني ، حركة تلو حركة .
لا أقوى على المشي على أربع..
ليتكم تضعون عيونكم في درج أقفل بإحكام ، بمأمن من الضوء . الخذيعة ؛ بالوعة القذورات ظلت تتكدس في واضحة النهار و أنتم تنتظرون ساعة التمزق العظيم... 
أهذا بهاء النور ؟
ام ماذا ؟
قلت : لغتي تشتغل برشاقة مشذاب . 
انا لست هنا من اجل وضع اقانيم مفصلة .
بما انني كنت ساحتاج إلى عينين اثنتين حتى ارى بهما جيدا و ليس فقط إلى عين واحدة ، فساعمد إذن الى ساقاي كي اهرول .
هناك جبل يدنو مني بجسارة ، يحمل بين ظهرانيه ليلا بهيما، تتسربل به وحوش و كذلك عضامي التي أضحت نخرة . انحني بشبق نحو ثمرة براقة ، خرجت لتوها من رأسي لتجلس  بجنب أوراق و رياح .
 قلت : مهلا  أيها الجبل ،  إبتعد ! ، أفكاري رخوة و تستعذب الانزلاق مرارا على نفس العصب المثار.  
لا نشيد  لي لك أيها الحجر!. العواصف  تمر بجانبي و يفضحني فيك خمول الطبيعة . لم تلوثك  رقصة العصب و لم تبرح  فكرة الصلصال. تلامسني ريح  أفشت لي اسرار  الغد و لم اعد استحمل يبوس نظرتك .
ايتها الطبيعة ، يا خلجات قلب ضامئ ، احتار ايتها الطبيعة ! .تمر شموس برفقة أقمار ، تبكي  رياح  و احك جلدي فيزداد صلابة ! .
ايتها الطبيعة، تراتيل الزوال تستشرس في أشد الذرات مكرا و تتكئ على عمودي الفقري  لتسرق منه نسغ الجينات ، فأتقوس من فرط جفاف العضام !. أيتها الطبيعة ليس ثمة غناء سرمدي، بل بلاهة حجر!.

تم عمل هذا الموقع بواسطة