صديق سيء /  الشاعر: سعد عودة


كل يوم
أدسُ المدينةَ كلها
بين طياتِ محفظتي الجلدية
وازورُ ظلها الطري
تقول لي ..عندما اعودُ من المهزلة
- انتَ بلا يقين يا بني
فأُخرجُ درويشين يدوران حول مجرةٍ مُتعبة
واضعهما بين يديها
تضحكُ
تخبرني ان الدروايشَ لا يصلحون كمظلة
اخبرها ان اللهَ لم يعد مطراً
والمدينة لا تمنحني يقيناً واحداً
هي مثل الاصدقاء السيئين
يأتون فقط في الوقت الخاطئ
اقول لها
 إنني بلا اصدقاء ولا مظلة
وان المطرَ الوحيد الذي اعرفهُ
ما زال مخبوءً في غيومِ الخيبات
تقول لي...
- سيهطلُ.....
فأضحكٌ... أُخرجُ محفظتي
وأضعُ المدينةَ بين يديها
أطلبُ منها أن تختارَ لها مطراً 
على مقاسات الارتواء
فلم أعد بحاجة لمطرٍ
لا يعرفُ كيف يكون صديقاً سيئا
للعطش

تم عمل هذا الموقع بواسطة