عٌلبة فارغة في شارع الحمرا.. مالك مسلماوي ( العراق )

أتمرّن

على رمي العلب الفارغة

في سلة الوقت ..

و رمي كلمة احتجاج

في أي اتجاه

فتسقط سهوا في البحر...

السماء علبة فارغة

و المدن تستهلك ما بحوزتها

من هواء

أفكارك محشوة بالسكوت

الآمن

لو كنا عابثين ......!

لا تصدق لو قلت لك ذلك

العابثون ممتلئون دائما ..

غيوم بمطر لا يصيب

إلا المقتولين عمدا ..

و إلى شجرة في الرصيف

يقيسونك بطول تابوتين

إلى كلمة يبست على الشفاه

كأنّة ليل لا تنمحي ..

ممتلئ بكِ منذ الصباح

تدورين في رأسي

فأتبرأ من كل شيء ,

من كل العلب التي تحيط بي

من كل الأفكار الخشنة

و البيانات الناعمة المسلفنة

بلون السماء

ما جدوى أن نعود  ..؟

عصام عياد :

سخّن قهوتك

و افتح كتاب الأغاني

المؤخرات الراقصة

على الرصيف .. محتجة أيضا

تعال معي

نجمع علب اللا معنى

إن كنت على شيء من اليقين

نحن متفقان

تقول :

الوجود لولاك

ليعادل العدم

و أقول :

لا هواء بعدِك ...

بحر بيروت أبيض

دعنا في العقل الجزئي

بماذا لو كنا مختلفين؟

أنت عبثي صريح

أعني أنا

العبثيون قلوبهم علب فارغة

بعد أن تهجرها النساء

قلت لي غبّ المطر

إنك تتفقد  قطط  و دجاجات (سدني)

كلما لفظتك بيروت ...

الساعة التي أهديتنيها

مازالت محتجة في علبتها البيضاء

لو كنا نعلّب الوقت ...!

كان مطر بيروت أبيض

و (الحمرا) فاقع لونها

ليمونة مرة

و مطرها أساطير ..

تعال نكذب ,

كي نقيس حجم الحقيقة

في ما حولنا ..

كل ما عرفته

لا طائل منه

كل ما قلته

لا يعول عليه.... هذا أنت

متطرف .... كأنه يشبهني

ينكر بياض " المتوسط"

و أوهامٌ ما توصلنا اليه

متى يفهمنا الرواة ؟

..................................................................

*عصام عياد شاعر و صاحب (مكتبة عياد) في (الحمرا/ بيروت).

*(ليالي سدني- قطط ودجاجات) أحد كتبه الشعرية

تم عمل هذا الموقع بواسطة