في بغداد قصيدة للشاعر: فلاح روژ/العراق

في بَغداد

ثَمة

امرأة تَجلس في شرفتِها كل صباح 

تشعل سجارتها بحسرة وتنفث دخانها دون أن تنتبه 

إلى الرماد

الذي يسقطُ في عيونِ بائع الجرائدِ على الرصيف


في بغداد أيضاً

فتاة تجلس على كُرسيٍ هزاز 

تشرب كوبَ قهوةٍ

تحب 

نزار قباني ، محمود درويش ولوركا 

 تقرأ 

لإيلوار 

تقرأ لفيردوا 

تقرأ لماركيز

ودوستو يفسكي

وسارتر


ثَمة في بغداد

شجرة 

وعاشق يَقفُ تحت ظلها 

ينتف منها الأوراق 

يكتبُ عليها اسم حبيبته 

يَرسمُ حولها قلبا

ويتمتم لنفسه 

تَحبُني

لا تحبني 

تَحبُني 

وسهم يَحترق كقلبٍ مشتاق 

يغادر حزينا

تأتي فتاة من بعيد تترك رقم هاتفها في ذات المكان


في بغداد 

شاعرٌ مجنونٌ 

 يكتب نصا 

يخرج في كل مرةٍ

يهرب إلى الشارع

يبكي

ويردد

أحبك يا (عراق)

بصوتٍ خشن


في بغداد

ثملٌ

يُغني إحدى الأغاني الشعبية القديمة

كلّما ذهب إلى 

الحانةِ


ثمة شهيد في المقبرةِ

يخرج كل ليلة للتحرير

ويكتب

"أنا ما زلتُ هنا ''

ثمة هناك 

رصاصة

تَهرب نحوه 

تُفجر جمجمته من جديد

وتَكتب

_ أنا أيضا _هنا! 

أكرر نَفس الخطأ 

كلما اقتَرفت الحياة

( أيها الشجاع )

أهبك موتا أشدّ مرارة


ثمة 

نظام 

يَملك مؤخرةً عظيمةً 

يَجلس عليها 

فيتَحطم المقعد


في (شنگال )

أيضا

أم تبكي 

وتَأخذ الألواحَ

المكسرة

إلى المحرقةِ


ثمةَ 

أكبرُ خاسرٍ أعرفه

يبحثُ عن حبيبةٍ 

في وطنٍ مَنهوب 

ها هو أمامكم

 يلقي قصيدة رديئة..



تم عمل هذا الموقع بواسطة