كورونيا..
ها أنا أفرك عينيٌّ هاتين .
أفركهما هكذا ، بالسَّبَّابةِ وحدها
كي أرى كل شيءٍ :
أرى جِباهَ الموتى و هي تلمعُ من كثرة السجودْ .
و خفافيشَ الليلِ الهاربةَ
تضعُ تيجاناً من قُشٍّ
و حجرْ ،
و هي تعبرُ فوق خط الزلازلِ ،
ثم تعبرُ في كل اتجاهْ .
ها أنا أسير خلف النعوشِ .
و في نيتي أن أجر العاصفةَ
في عربة الموتى .
وحدها القططُ في الشوارعِ
تحرُسُ الأشجارَ ،
و المقاهي ،
و حاوياتِ البَوْلْ .
هكذا يسير الموتُ من بَحرٍ إلى بحر
فتنشقُّ الجِبالُ ،
و الأنهارُ ،
و البحيراتْ .
هكذا تموتُ اللغةُ ،
و نخسر أصابعنا التي كنا نقْضِمُها
- على مهلٍ -
أنا أيضا ،
سوف أدسُّ الرمادَ في جيبي
و أنثرُهُ في كل زاوية من هذه اليابسةِ .
ربما ،
لنْ أرى جِباهَ الموتى ،
و لا خفافيشَ الليلْ .