كورونيا / الشاعر: مصطفى لفطيمي /  المغرب


كورونيا.. 
ها أنا أفرك عينيٌّ هاتين .
أفركهما هكذا ، بالسَّبَّابةِ وحدها 
كي أرى كل شيءٍ :
أرى جِباهَ الموتى و هي تلمعُ من كثرة السجودْ . 
و خفافيشَ الليلِ الهاربةَ
تضعُ تيجاناً من قُشٍّ
و حجرْ ،
و هي تعبرُ فوق خط الزلازلِ ، 
ثم تعبرُ في كل اتجاهْ . 
ها أنا أسير خلف النعوشِ .
و في نيتي أن أجر العاصفةَ 
في عربة الموتى .
وحدها القططُ في الشوارعِ
تحرُسُ الأشجارَ ،
و المقاهي ، 
و حاوياتِ البَوْلْ .
هكذا يسير الموتُ من بَحرٍ إلى بحر 
فتنشقُّ الجِبالُ ،
و الأنهارُ ،
و البحيراتْ .
هكذا تموتُ اللغةُ ،
و نخسر أصابعنا التي كنا نقْضِمُها
- على مهلٍ -
أنا أيضا ،
سوف أدسُّ الرمادَ في جيبي
و أنثرُهُ في كل زاوية من هذه اليابسةِ .
ربما ،
لنْ أرى جِباهَ الموتى ،
و لا خفافيشَ الليلْ .
    
تم عمل هذا الموقع بواسطة