لا نطل على أحد / بقلم: ميلود حكيم / الجزائر.


نلتقي في ظهيرة قاحلة
أنت القادم من جهات شاخت
الهارب من الأوبئة و الجنون
و من خيمة ولدتَ تحت أوتادها المتآكلة
كي توصل الرسالة التي ذكرتني
بأنني ما زلت حيّا
الهبة شاقة بأحمالها
لكن النبيذ الحي
الذي تعتق  هناك في الخوابي التي تعرف مسالكها الصعبة
و  تعرف  باللمس أقدام الصبايا اللواتي عصرن العنب الأسود 
في الكروم التي تركها جدٌّ غريب
على تلال تطل على البحر
و تعرف من أين تعود حين تناديك الصاعقة
كأنك آخر الشهود
الهبة ناشزة
كأنها وصيتك الملقاة على عاتق الغياب
لكنك مثل شمس المتوسط
تذكرني بفرح الحياة
التي لا تحتاج للكثير
كي تكون مدهشة
بعض الطماطم و البصل من حديقتك المنسية
و جلسة هناك في المزار
الذي اخترناه معا
في الأعالي كي لا نطل على أحد




تم عمل هذا الموقع بواسطة