للبيع مدينة شبقة/ قصيدة للشاعر: سمير بية / تونس



في مدينة باعت عمودها الفقري لأميرات الحرب 

ظلت تمارس عادتها السرية على أرصفة فقدت شهوتها 

تثقب بالوسطى غشاء حداثتها 

تتعرى في مدخل شارع خلفي سكران كان يتقيأ أمعاءه 

تفتح فخذيها في وجه ليل مخصي 

تعرض نهدين يابسين كحبتي تين جافتين 

أمام قمر عراب يتبول على أغاني السكارى

يتغزل بمؤخراتهم 

تمسح شرجها بأحلام العابرين على جثتها 

ها أنا

أفتتح متجرا لبيع الألم و الانتشاء 

من يشتري آلاما طازجة في موسم التخفيضات الشتوية؟ 

هو ألم ينمو كعبة في حديقة الله 

هو ألم بنت تعود إلى بيتها الذي فشل في مراوغة قذيفة طيبة

تنبش أنقاض روحها بحثا عن أشلاء تشبهها 

تفتش في ذاكرة دميتها القماشية عن طفولتها البيضاء 

 هو ألم المشفى يلتقط أشلاءه من فم صاروخ ذكي 

في آخر الممر الأعرج ساقان مهشمتان بدقة تركضان نحو دمائهما 

عند النافذة النازفة ذراعان مبتوران ببراعة تبتسمان في وجه غارة جوية 

من السقف المجروح خصيتان مفرومتان جدا تتدليان خطأ منويا 

في غرفة العمليات المحتضرة قلب مفتت بلطف يصمد نبضاته بآخر الدعوات المحرمة 

في أعلى الباب المتفحم أنف مجدوع برفق يسد فتحتيه بالسرد 

عل الحيطان السوداء ألسنة مقطوعة بلامبالاة تبصق في وجوه المصورين 

على الأرضية المشققة عينان تدحرجان بصرا أعمى 

على الكرسي المتحرك رأس فارغ من الله يتابع نقاشا حادا

 بين الملائكة 

هو ألم طفل لاجئ يعلق قلبه على حبل خيمة لتهدئة العاصفة 

يدس عظامه في أتون البرد ليعقد صداقة مع الثلج

يطير آهاته طائرة ورقية نحو الله 

هو ألم مدرسة تفتك قلبها المفتوح من أسنان قنبلة أنيقة 

السبورة انفجر رأسها بروعة مدهشة

الطاولات تطايرت عيونها بخفة واضحة 

الكراسي تشتت سيقانها بنعومة بالغة 

الجدران سالت أناتها الحمراء برومنسية حالمة 

هم ألم طفل يسابق جوع الأليف نحو مدرسته الجبلية بساقية من طين 

يراوغ خنزير رهبته بقلبه الحافي 

ينشر أظفاره في جلد الصباح القاسي بأصابع زرقاء 

هو ألم عاملة بمصنع تتحرش بها المرآة كل صباح

بعد أن يطرد ها سيدها آخر الليل من بيته و قد ملأ أذنيها وعودا لزجة

تحث خطاها نحو غيمة فجرية تمطر عطرا رخيصا

من يقتني انشاء بلاستيكيا محفوظا بعناية فائقة؟ 

هو انتشاء طرد من جنة الله 

هو انتشاء مدفع الهاون بقنص بيوت نائمة 

هو انتشاء طائرة مسيرة بتدمير كامل المشفى 

قبل أن تعكر مزاجها طائرة ورقية صاعدة إلى الله 

هو انتشاء ناطحة سحاب بإطلاق النار على عاصفة ثلجية 

هو انتشاء قنبلة باغتيال مدرسة  

هو انتشاء خنزير بحمام قاذوراته 

هو انتشاء مالك المصنع بعلبة الفياغرا الجديدة 

هو انتشاء مدينة شبقة بساق أخير مع عاهرات الحرب يدسسن أعمدتهن الفقرية في مؤخرته قبل عرضها في مزاد علني فتنبح الرغبة في رأسها 

تم عمل هذا الموقع بواسطة