لولا أمي
لكان عمري الآن
عشرين و بعض وجع
كانت أمي تقطع الوقت
و تتوكأ على
ظل طفولتي
توزع الحلوى على الموتى
و تتهيأ للرحيل
لولا أمي
لكنت الآن طفلا
أتأرجح في نوافذ الصباح
أكسر أواني الفخار
وأغلق باب غرفة جدتي
ولا أفتحها إلا بقطعة حلوى
أعبث بعجين الخبز
و أسترق النظر
الى نهدَيْ جارتنا الأرملة
لولا أمي
تَعَجّلَتِ الرحيل لَعَلَّقتُ القصائد
على شفاه الغيم
و سرقت عصا إمام الجامع
ليشتكيني إليها و تعاقبني
كنت أعانق جدران البيت
أتأمل انسياب الكلمات
و أنتظر غائبا
لن يأتي
كنت أرسم على ثغرها
حلما لوهمي
أقطب جراح الليل
و أدير قرص القمر قليلا
على خد طفولتي
لولا أمي
لما صرت شيخا في الأربعين.