"مُراهقة شِكسبير" قصيدة للشاعر: مازن أكثم سليمان - سوريا


" نكون أو لا نكون تلكَ هيَ المسألة " 

...

بِدأْبٍ، وكلّما ارتفَعتْ حرارةُ الرّغبة 

أحدُنا.. 

قد يُمارِسُ الحُبّ في سرير المُخيِّلة 

... 

وعندما تخورُ قِوى العصافير في دِمائنا 

نعترِفُ أنَّ ضبابَ العالم لم ينقشِع بَعْد.. 

... 

أقصُدُ أنّكَ قد تفترِشُ سِجناً آخَر 

فتحسُدُ الجرادة على أجنحتها 

تُريدُ أنْ تُشعِلَ ثورةً 

وماءُ الحُرّيّة يموتُ أوّلاً 

في مكانٍ من جسدكَ.. 

... 

قد تهمِسُ لِلمِرآة بِفُنونٍ خاصّة 

كأَنْ ترسُمَ عليها بِإصبع حُمرة الشِّفاه 

عينين تُحمْلِقان بِلَهَبِ حُروفكَ 

أو حبّتيْ كرز تُقبِّلهما على الزُّجاج 

وربّما تُتِمُّ الوجهَ والعُنُقَ وكاملَ الأعضاء 

ثمَّ تبكي في أحضانها 

كما لم تفعَل من قَبْل 

وعندما يظَلُّ النَّهد الذي تُداعِبه مُسترخياً 

والمُلاءُ بيضاءَ كما هيَ 

تخورُ قِوى العصافير في دمِكَ 

تُحطِّمُ المِرآة، وتُزمْجِر: 

- لا، لم ينقشِع ضبابُ العالم بَعْد.. 

... 

أنتِ أيضاً.. 

يا مَن يختنِقُ عندليبٌ في حُنجرتكِ 

يا مَن تتجمَّدُ أحلامُ الزِّراعة في نِقْي ِ

عِظامكِ 

وفي حَوْضكِ تتميَّع عاصفة، 

وتتبخَّر.. 

مالَكِ تُطيلينَ الوُقوفَ أمامَ بائع الأزهار..؟! 

... 

... 

هل سبَقَ واشترَيتِ وردةً من قَبْل 

فلم تجدي من يضَعُها في زَهرية مُقلتيه 

أو يشمُّها بِنحلات قلبه 

أو يُغازِلها بِدُموعه الحارّة إنْ ذبُلَتْ 

فتعود إلى الحياة..؟! 

... 

... 

هل سبَقَ أن مرَّرْتِها في رِحلةٍ بَحْريّة 

في ماء زورقكِ 

ثمّ َزرَعْتِها في السُّرَّة 

وقبلَ أن ينضُجَ عِطرُها 

أسقَطَ مِقلاعُ الخوف بُرتقالكِ عن شجرة 

الشّهوة..؟! 

فخارتْ قِوى العصافير في دمكِ 

وأنهَيتِ تفتيتَ البَتَلات: 

]سَيجيء .. 

لا لنْ يجيء.. 

سَيجيء .. 

لا لنْ يجيء.. [ 

ثمَّ كتَبتِ في دفترِ يوميّاتكِ: 

- هل أنا مَقبرةُ أزهار..؟! 

... 

كذلكَ أنا.. 

قد أملُكُ سِرّاً: 

]أُحِبُّ بندقيّتي الشّخصيّة ولا أُحِبُّ بنادقَ 

الحُروب [ 

والسِّرُّ يجب ألاّ يُغادِرَ البيت نهاراً 

حتّى لا يجذُبَهُ بَرِيقُ الفُضول 

فإنْ لم أجِد وِسادةً دافئة

أُودِعُهُ تحتها 

كالبيضة تحتَ دجاجة 

أو سِروالاً داخليّاً 

أسكُبهُ كالطُّعم في أعماقه 

أو يداً تنـزَعُ بِحنانٍ 

قِشرةَ الأحزان 

عن عرنوس انتظاري 

أو فماً أصرُخُ طَوالَ اللّيل 

كالمعتوه فوقَ أرصفة شَفَتيه 

فينغلِقُ علَيَّ 

بعْدَ أنْ يضحَكَ كثيراً 

كمنفىً جميل 

أو كرَحِمٍ عَطِر 

مُبتلعاً صُراخيَ المعطوب 

فإنْ لم يتحقَّق كلُّ ذلك 

ستخور قِوى العصافير في دمي 

وأعرِف أنّني لستُ مالِكَ سِرّ 

بلْ مالِكَ فضيحة..!! 

... 

" تلكَ هيَ المسألة " 

واحدٌ وحدَهُ لا يُصفِّق 

إلا على كفِّ الهواء.. 

كما أنَّ آلاف البُروق 

تقدَحُها أربعُ عُيونٍ مُتواجِهة 

وجسدان مُتعانِقان ومُندفِعان 

كالآلهة المطرودة 

من العالم الآخَر 

لا يُمكِن كلُّ ذلك 

أنْ 

يُساوِيَ 

اثنين ..!! .

تم عمل هذا الموقع بواسطة