لي عالياً هذا المساءْ لي عالياً أبداً
-1-
تَهَيَّأَتْ مفاصلي لابتكارِ طوقٍ لكِ،
فانبرى خصركِ مُنذهلاً،
وعاد من رحلتهِ الجامحةْ،
أثداؤكِ تنمو في رنينِ الأصابعِ ،
وأنا،
أقود عصراً من الليالي لاقتحام النهارْ.
-2-
صائحةً تنهضُ الحجارةُ ،
تًصهلُ ألأصابعُ ،
ينفلتُ الضوءُ ،
يرتبكُ الوقتُ ،
من هنا يبدأُ عصرٌ آخرٌ لابتكاركِ .
ـ 3 ـ
تَجَوْهَرْتُ في الشّرقِ،
تَحضَّرتُ مُنْسلخاً ،
لاختتام بيتٍ لإسمي ,
فانبرتْ حُشودٌ لاشكلَ لها ،
ولاهيأةٌ لمداها،
قُلتُ مَنْ ؟
قيلَ نحنُ؟
وما من هيأَةٍ يراها الفضاءْ.
ـ 4 ـ
في التكوينِ , في البدءِ ،
إذْ أبدأُ مُبتكراً أرضي ،
مضيئاً،
بشراً آخرينَ ،
ووقتاً آخرَ ،
وذاكرةً تبدأُ ..
في السينِ والتكوينِ ،
في الترابِ ناراً وماءً وسيناً ،
وأسئلةً أُخرى ،
أجدُ حُلُماً لامتدادٍ ،
ووقتاً بقميصٍ أبيضٍ ،
لايرى قطرةً حمراءَ للبنفسجْ ..
إنبثقي ،
ليكونَ الفضاءُ وجهاً ،
لرائحةٍ وجسدْ ،
وجهاً ،
لرفضٍ ورفضٍ ورفضٍ،
هو ذا البدءُ لا يعرفُ المنتهى .
ـ 5 ـ
الشرقُ لي ونقيضهُ،
بدؤهُ ومنتهاهُ ،
كيفَ احتفلنا معاً ،
واختلفنا معاً،
ورأينا إلهاً واحدا ً،
وصوتاً واحداً ،
وصمتاً لبدءٍ لايعرف المنتهى ؟
ـ 6 ـ
سماءٌ تحثُّ الخْطى في السهولِ،
يَسّاقطُ من أطرافها ،
شعركِ مبتسماً،
وأنت مِايصلُ العظمَ بالقلبِ ،
رائحتي بالنساءِ،
يدي بالكلماتِ ،
وما يصعدُ بالروحِ..
فكيفْ ؟
كيفَ انتحتْ كل التلالِ،
لتمشي السماءُ ناحلهً،
حافيةَ القدمينِ تمشي،
والعرباتُ ،
مبللةٌ بالفتياتِ،
وبقايا زهرةٍ حمراءَ ،
هاربةٍ من الموتِ،
سقطَ الزمانُ تحتَ أقدامِ الطفولةِ،
مَرَّ النهارُ سريعاً،
ومضينا في السهولِ،
وما منَ جَبَلَّ.
- 7 -
في الطُرقاتِ،
في الحدائقِ محزمةً بالفراشاتِ والازرقْ،
تنمو طفولةٌ ،
يصّاعدُ البنفسجُ ،
يضيءُ المطَرْ،
وعطرٌ يبللُ قمصاننا ،
إذْ نمرُّ .
ـ 8 ـ
كنّا معاً ،
كانت العصافيرُ تبهجنا في الصّباحِ،
ونحنُ قبلَ أحلامنِا ،
نَتَقًدُّم الضياعْ،
نبحث عن شكلٍ لطفولةٍ تقبلُ،
عن فأسٍ وغيومٍ وهدوءٍ،
وبقايا كلماتْ ..
هل قالَ بريقُ عينيكِ حكمَتهُ ؟
هل تحفَّزَ شعركِ ليقولَ شيئاً؟
ضاق الزّمانُ بنا ،
تَهشَّمَ الوقتُ في يديكِ.
ـ9ـ
يبرحُ النهارُ ،
مَكانَهُ،
يبَرحُ الوجوهَ والاَّغاني ،
ومثلما يضيءُ تاريخَهُ،
يمرُّ فوقَ الجرحْ ،
رافعاً معاولَ الزَّمانِ ..
- 10 -
كُنّا معاً،
كانَ النهارُ وجهاً ،
كانَ النهارُ حَشْداً من الفتياتِ،
طُرقاً ترابُها الربيعْ،
وباسم ميلادناِ ،
كان النهارُ يحيا،
حولهُ كرادلةٌ يغنون للمنفى،
لرطوبةِ العظامِ ،
ورائحة ِالعيونِ،
وباسم حشدٍ من الطفولاتِ ،
ينبجسُ الموتُ،
مياها ضاحكةً وممزقةْ،
لتقرأ المراثي،
حياةٌ ،
تقبلُ ،
راكضةً في الهشيْم.
ـ11ـ
سريراً ،
لجثّةِ الغبارْ،
رسمتُ وجهكَ العليْ ،
لصرخةِ الفضاءِ والعبارةْ،
سريراً،
لجثًة ِالنهاْر،
رسمتُ تاريخكً القصيّ.
ـ 12 ـ
البداياتُ نحنُ ،
يدانِ تبتسمانِ ،
وموتٌ يضيءُ .
ـ 13 ـ
يتكسّرُ الوقتُ،
طوفاناً من الكلماتِ والاحياءِ والأمواتِ،
هي ذي سيرة البدءِ والمنتهى.
ـ 14 ـ
رَفَعَ اَلصوتُ عصيانهُ،
ونداءاً خشناً ليدينِ دامعتينِ،
لم يكن الصمتُ بيتاً ،
كان أنفاقاً طويلةً من الليلِ ،
فكم من النهاراتِ ،
تحتاج أقدامنا ،
لضحكتها الأولى ؟
وكم من الهدوءِ ،
تحتاجُ الرؤوس ،
لنفي ضجيج هذا العصرْ ؟
- خشناً ،
سَقَطَ النداءُ علينا ،
وآلامنا ،
ترفع ابتساماتها ،
ما تزال.
ـ 15 ـ
في العلاءِ سيلٌ من الأخطاءِ،
تقدَّسْتِ وقتاً ،
حكمةً مُهشمةً ،
ونساءً ضليلاتٍ،
تقدَّستِ مُربكةً.
ـ 16 ـ
كيف اهتديتِ لشساعة الأطرافِ،
لامتدادي على تكسُّر الوقتِ ،
وانهماري فَظيعاً ؟
-17-
لي عالياً هذا المـســاءْ،
لي عالياً أبداً.
- 18 -
مُتقدماً فخاري،
ماحياً مقبرةَ العصرِ،
هي ذي سمتي،
ألفضاءُ داري ،
والرياحُ أوسمتي،
وأنتِ في مُطلقِ الروحِ،
تحيينَ هائمةً في المطرْ.
- 19-
في الربّيعِ ،
تتندى العظامُ ،
يتفتَّحُ ظِلٌ ،
لنهارِ ،
تحتَ جلدي ،
أخطو سريعاً،
لأُخرجَ الوقتَ من وحدتهِ،
وجهكِ من مخالبِ الليلِ ،
تبكي رائحةُ الإبطينِ بين يَدَيْ،
فّاَصعد الآنَ ،
مرتفعةٌ ،
كما ينبغي أرضي،
الوِّحُ لأزهاركِ صائحاً،
تمجدت أميرةَ روحي وحصاري ونفيي،
تمجدتِ ،
تقدَّستِ،
مُطْلَقَةً في الفراغْ ....
...................................