الزمن الحادث والزمن المتحدث | بقلم:  حيدر الشماع
(اللحظة الحية هي لحظات متشذرة وتمثيلها هو محاولة الإمساك بها )
(الشمس تقول كل شيء تحتي رماد ماض )
(أسرع أيها الشاعر للحاق باللحظة الهاربة)
(إن المفكرين الحقيقيين صواعق غير عقلانية يصعب استيعابها تومض فجأة وتعصف متخطية اللغة التقليدية باستخدام عبارات رائعة في حدتها تتجاوز منطق العقل)
في معرض قراءاتنا وبحوثنا المتعلقة بقصدية النثر التي تتمايز بحداثتها وأصولها تبعا للسياق الإجتماعي المعاصر حيث تؤسس لاآفاق تجريبية يستهدف فيها السارد تجاوز معايير الكتابة التقليدية التي تعتمد الإنشائية والخطابية والغنائية وابتكار أنساق تعتمد التكثيف والإيحاء والتناص حيث لها انفعال وتوتر خاص حيث تعتمد التأجيل والتركيب والبنى المجازية المعمقة،في مشاهد تضيف انزياحا بما فيه الغرائبية والدهشة وربما تجنح إلى انفصامية اللغة مما يضلل القارئ ويجعله مشاركا في الكتابة لاهثا وراء معنى مستقر ودلالات جمالية لاتكون سوى شغف منسق وغير نهائي وراء نص لاينتهي وكتابة تأبى ان تكتمل ،لعرض حالة جديدة في مقاومة الأزمنة أو التماسك بوجه الأزمنة وصياغة رؤى متجددة ،على شكل أرشفة ذاكراتية أو ازاحة المتراكم ليشكل صورة لافعال آنية قادمة أكثر سطوعا وفق شفاهات تداولية.
لنتمعن في النبر الشعري وفي معنى أدق الجريان السريع للزمن حيث يصعب الإمساك به وإعادته إلى حضيرته، فكل مايجري ضائع ،فالماضي زمن والسير إلى الماضي فعل حركي من العودة ،واغتنام توظيف الزمن في لغة (أسرع)فعل أمر غايته تسلطية لارتباطه بالمتحقق المرتقب أن الدعوة للتمسك بالزمن الممكن من الضياع والمضي والهروب،إما لغة ( النهر)هنا يكون الزمن في زمنين متغيرين النهرالحاضر وسريان متغير وتعددية التيارات ،هنا تكون اللحظة الضائعة لن تعود ،فالوجود مرهون بالزمن في جدلية الصراع والبقاء في تحولية تقادمية تعاقبية تجددية كما تقابلية بين جيلين من أناشيد طفولية تمرد شبابا إلى مفرق الشيب والهرم،بين الحبة والشجرة وانحناء الأغصان من وطأة الثمر هذا الزمن التاريخي التسلسلي حسب الحقب.
( إن الكلمات فخاخ تحاول أن تمسك بواقع هارب منها مؤثرات ترمي بالشاعر خارج نفسه وفي لجج الاشياء.
فلايوجد فعل حادث خارج الزمن إن هذه الأزمنة تحكمنا تختلف تتفق تأتلف تفترق ،زمن الكتابة وزمن الكاتب وزمن القراءة وزمن القارئ والزمن النفسي المختلف عن الزمن البيولوجي المتحكم بغرائز الإنسان وحاجاته والزمن الساقط الذي يلجأ إلى ذاكرة تخيلية والزمن المتعرج بين مقاربة بين الماضي والحاضر والمستقبل،وقد يحاول البعض تحطيم الزمن باعتماد المكانية التصويرية ولكن لاقيمة لوجود مكان ميت لاحركة تشعرنا به.






تم عمل هذا الموقع بواسطة