النوع والجنوسة في شعر سيلفيا بلاثAlita Fonseca Balbi*- أليتا فونسيكا بالبي ترجمة د. عادل ضرغام

 في دراسته عن تطور العلاقة الحميمة في تاريخ مجتمعنا، يشير أنطوني جودينز(1) إلى أن الجنوسة واحدة- إن لم تكن الرئيسة- من السمات المرنة للذات، "نقطة اتصال رئيسة بين الجسد والهوية الذاتية والأعراف الاجتماعية"، ولهذا فمناقشة العلاقات بين الأشخاص التي هي أيضا علاقات اجتماعية لا يمكن أن تتجنب الجوانب الجنسية التي تشارك في بناء هويات البشر. في قصائد سيلفيا بلاث تظهر الجنوسة بمظهر قمعي للمحددات الاجتماعية، واستمرار الأيديولوجية البطريركية يرتبط ارتباطا مباشرا بطريقة الأفكار القمعية المفروضة على الجنس. وفي مقابل أن فكرة الحرية الجنسية تعني خطوة للأمام نحو الحرية الفردية يقدم شعر سيلفيا بلاث نظرة سلبية إلى قيمة ومكان الأهمية التي اكتسبتها الجنوسة في جميع أشكال ثقافة القرن العشرين. ينظر إلى الجنس- بدلا من كونه شكلا من أشكال التعبير عن الذات- على أنه متحكم في الذاتية أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونه تحديدا وتقييدا مسبقا لعلاقات الناس ببعضهم البعض. ومن ثم تأتي هذه الورقة عن الخطابات الاجتماعية حول الجنوسة في إطار ثقافة عدم المساواة بين النوعين، ودورها المؤثر بشكل سلبي على ذاتية الفرد، وعن العلاقات الشخصية الحميمة في قصائد بلاث. الجنوسة في شعر بلاث تظهر بوصفها وسيلة يحاول من خلالها البشر التعبير عن الذاتية، ولكنهم يفشلون في القيام بذلك. هذه المحاولات محبطة، بالرغم من أن الجنس ينظر إليه عادة على أنه خاص وذاتي، إلا أنه في الواقع يتشكل من قوى خارجية للفرد، تقول أنجيلا كارتر(إنه بالرغم من أن الجماع يفهم عادة على أنه فعل حميمي، ويعتقد أنه قادر على الكشف عن "الذوات الحقيقية"(2)  للبشر، فإنه لبعضنا البعض في الحقيقة شكل من أشكال التفاعل الشخصي الذي يعكس بشكل أفضل الأعراف الاجتماعية. على سبيل المثال لو كان الرجال في المجتمع يعتبرون الأفضل أيديولوجيا بالنسبة للنساء، ويميلون إلى أن يكونوا نشطين في معارضة خضوع المرأة فإن ذلك سينعكس على النشاط الجنسي للبشر، وبالتالي على علاقاتهم مع بعضهم البعض. فكرة أن الجنوسة بناء، وليست تعبيرا عن الفردية الذاتية تظهر في القصائد من خلال الاستخدام المستمر للمفارقة والأداء. في قصيدة (لسبوس)(3) لبلاث يحاول النساء والرجال تقليد نماذج السلوك الجنسي التي يشاهدونها في الأفلام، وفي إطار هذا المشهد من التقليد والتشريعات السطحية تصبح إعادة الفعل الجنسي من خلال الصور النمطية أداة مهمة لنقد الطرق المحددة التي يتم ويحدد بها النشاط الجنسي. بعد كل شيء يتم بناء الجنس من خلال الصور النمطية، مثل(الجذاب جنسيا)و(الكادح بقوة) بالنسبة للرجل، و(القديسة)و(العاهرة) بالنسبة للمرأة. ومع ذلك بالرغم من أن القصائد تظهر محاولة المتحدثات الهروب من مثل هذه التحديدات، فهي تقدم في كثير من الأحيان شعورا بالوقوع في الفخ، كما لو أنه بالرغم من معرفة المتحدثات بالقمع الجنسي، فإن ذلك لا يمكن أن يكون سببا في تجنب وقوع ضحايا بسبب الشيء نفسه. الجنس- لذلك- يأخذ شكلا تهديديا، لأنه يخدم أيديولوجية البناء الهرمي بين الجنسين، حيث يصبح أداة لفرض إرادة نوع من النوعين على الآخر، يتم فرضها جسديا ونفسيا. قصائد بلاث تعيد تقديم هذه الديناميكيات من خلال تصوير النساء المتحدثات اللواتي يخفن ولديهن استياء من العنف الجنسي الذي يتمثل في سلوك الرجال، تشير أنجيلا كارتر إلى أن العنف الجنسي شكل من أشكال التفوق الأيديولوجي أو السيادة: (العنف، الشكل المتشنج للمبدأ الذكوري النشط، موضوع مهم بالنسبة للرجال الذين يمنحهم جنسهم أو نوعهم الحق في جرح آخر، وبسبب ذلك تصبح النساء أكثر خوفا منهم، وهذا يمكنهم من إعطاء وتوسيع الألم مثل أسياد الخليقة(...) العنف دائما هو المنهج أو الطريقة التي تظهر من خلالها المؤسسات تفوقها)(4). تتكرر مقدرة الذكور على إحداث الألم الجنسي في قصائد بلاث، وتتجلى بوصفها إحدى الأسباب الرئيسة في اتساع الهوة العاطفية بين الرجال والنساء. في قصائد مثل(عذراء على شجرة) و(حمى103 درجة) تقارب بلاث القمع المستمر للحياة الجنسية للمرأة الذي تجذر لفترة طويلة بوصفه وسيلة لحرمان النساء من استقلالهن، ومن استقلال أجسادهن. بهذا المعنى يكشف شعرها عن الآثار السلبية للعنف الجسدي والتسلسل الهرمي للنوع على العلاقات بين البشر. وعلى غرار "كارتر" تشير لورا أوتول إلى أن الجنس تم استخدامه طوال التاريخ، وفي مجتمعات مختلفة كأداة أو آلية قوية لسطوة السلطة أو القوة، خاصة في إخضاع النساء من قبل الرجال، فوفقا لأوتول: (يعمل الكثير من العنف في المجتمع المعاصر للحفاظ على أنظمة القوة بين الجنسين غير المتكافئة. العدوان القهري- على سبيل المثال- بوصفه عنصرا مركزيا للذكورة يخدم قانونية عنف الذكور ضد الذكور، والتحرش الجنسي بوصفه وسيلة للسيطرة على السلوك العام للمرأة، أو المثليين والسحاقيات، والاغتصاب، بوصفه أداة معيارية في الحرب والسجون، وفي الكثير من العلاقات الحميمة)(5). عندما يتمّ استخدام الجنس بوصفه أداة للقمع كما تشير أوتول، فإن الجسد يصبح أحد الأشياء المهمة للسيطرة والعنف(6)، بهذا المعنى فالقراءة المهتمة بالعلاقات بين الجنسين يجب أن تناقش مكان الجنس والجسد الجنسي. يمكن القول أن كل جسد جنسي، لأن الجنس يمكن فهمه على أنه أحد المكونات البيولوجية المتأصلة في جسم الإنسان. ومع ذلك من أجل الأغراض التحليلية من المهم أن نفهم في سياق النقد القائم على علاقات النوعين، وخاصة في شعر بلاث أن الجسد يشير إلى المكان الرئيس لسياسات الجنوسة(7). بالرغم من حدوث تقدم فيما يتعلق بالقوالب النمطية الجنسية، فإنها حاضرة كثيرا في شعر بلاث، وتحدد بشكل كبير المجتمع الذي تعيش فيه الشخصيات، وكيف ترى هذه الشخصيات أماكنها فيه. ينظر إلى الجنس في شعرها على أنه شيء مصطنع، ويفتقر إلى سمة الجاذبية الحسية، لأنه مصدر الإكراهات الجائرة الفردية. وبدلا من جلب الرضا العاطفي يرتبط الجنس غالبا بمسألة التحكم(أو عدم وجوده) بالموضوع على عاتقه الفردي. تقابل الاستقلالية فيما يتعلق بالحياة الجنسية للفرد زيادة في المعلومات العامة التي تنظم الموضوع. من خلال لوحة لورانس بيركن عن الجنوسة ونشأة المجتمع الاستهلاكي يجادل جوزيف بريستو(في أن التركيز المتزايد على الاستقلالية يقابل برد فعل مماثل من خلال مزيد من القوانين التنظيمية للسيطرة على الفوضى المحتملة التي يمكن أن يطلقها انتشار الرغبات الفردية)(8). كما يشير ميشيل فوكو إلى أن الجنس أصبح قضية تربط بين الفرد والدولة، وبين العام والخاص(أصبح الجنس قضية بين الدولة والفرد، وقضية عامة لا تقل عن شبكة كاملة من الخطابات والمعارف الخاصة، والتحليلات، والاحترازات الراسخة فيها)(9). فهم طريقة تعامل مجتمع مع الجنس معناه فهم المتطلبات المعيارية التي تقع على عاتق الأفراد وعلاقاتهم مع بعضهم البعض. اهتمام فوكو الأساسي هو كيف تخدم "إرادة المعرفة" التي تهيمن على مجتمعنا بوصفها "دعما" و"أداة" لإنتاجيات خطابية عن حقيقة الجنس(10). وفوق ذلك فإن القوة التنظيمية التي تتغلل في مثل هذه الخطابات تصل إلى أكثر أنماط السلوك الفردية هشاشة، وتخترق وتتحكم في المتع اليومية)(11). من الممكن- مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات التي تحدثها هذه القوى في فردية الناس- أن نرى كيف يفضح شعر بلاث الجنس ليس لأنه تعبير عن الذاتية، ولكن بوصفه انعكاسا لثقافة تعمل نحو زيادة تنظيم الرغبات والهويات.ما الجنس؟ لا يزال حتى اليوم اعتقاد اختزالي عام أن علم التشريح يحتوي على إجابة لكل شيء يتعلق بالحياة الجنسية للناس. الدراسات حول النوع تكشف عن العدد المتزايد للتفسيرات البيولوجية لسلوك الناس وأذواقهم، وبالرغم من ذلك تم تداول من قبل الإنسانيات بشكل خاص أن هذه التعيينات قد خدمت أغراضا تتجاوز ما خططوا لتحقيقه في البداية(12)، وبدلا من فهم الطريقة التي يتصرف بها الناس، يؤدي الاعتماد العلمي على علم التشريح بدلا من زيادة تنظيمه إلى تصنيف وفرض ما هو طبيعي وما هو ليس طبيعيا. إحدى الانتقادات التي أثارتها دراسات النوع تجاه الحتمية البيولوجية العلاقة الإشكالية بين النوع والجنس. بالرغم من الارتباط الطويل عادة ما ينظر إلى النوع والجنس على إنهما مفهومان مختلفان. يكمن الاختلاف في العلاقة المعقدة بين "أداء النوع في مقابل بيولوجيا الجنس"(13)، وهو تمييز يشير إلى الحقيقة التي ترى أن الشخص قد يقدم سمات نوعية(جندرية) لا تتوافق اجتماعيا مع الأعضاء التناسلية للفرد، فعلى سبيل المثال قد يتصرف الشخص ويتم قبوله في المجتمع كامرأة، بالرغم من أن هذا الشخص نفسه له عضو جنسي ذكوري. يؤكد بعض النقاد على إمكانية الفصل التام بين الجنس والنوع، يجادل روبرت ستولر على سبيل المثال أنه (بينما الجنس والنوع شائعان بمعنى أنهما مترادفان عمليا في الحياة اليومية، بحيث يبدوان سويا بشكل لا ينفصم(...) فالمجالان(الجنس والنوع) ليس مرتبطين حتما بشكل متطابق واحد إلى واحد، ولكن ربما قد يسير كل واحد منهما بطريقته المستقلة تماما(14). ترى تيريزا دي لوريتيس الجنس(بوصفه نظاما رمزيا أو نظاما من المعاني تربط الجنس بالمكونات الثقافية طبقا للقيم الاجتماعية والتسلسل الهرمي)(15). وجهتا نظر ستولر ولوريتيس ليستا متوافقتين، لأنه إذا كان النوع هو الرابط بين الجنس والثقافة، فلا يمكن اعتباره مفهوما منفصلا. تشير جوديث باتلر إلى أنه بالرغم من الاختلاف، فإن هذا الاختلاف لا يمكن فهمه بشكل منفصل في ثقافتنا. بهذا المعنى هي تقف ضد ثنائي الجنس بشكل عام: (إذا أخذنا التمييز بين الجنس والنوع إلى حدوده المنطقية، فإنه يشير إلى انقطاع جذري بين الأجساد الجنسية والأنواع المشكلة ثقافيا. بافتراض للحظة ثبات الجنس الثنائي، فإنه لا يتبع أن بناء "الرجال" سوف يرتبط حصريا بأجساد الذكور، أو أن النساء سوف يشرن فقط إلى أجساد النساء)(16). الجنوسة بالنسبة لباتلر هي الوسيلة التي تنتج من خلالها المعايير بين الجنسين(الأجساد التي تحكمها)(17)، مما يعني أن الجسد يفهم من خلال(الممارسات التنظيمية)(18) التي تعّزز مفاهيم النوع الراسخة. معالجة السلطة أو القوة التنظيمية للجسد الجنسي تتولد- كما تشير كارتر- من كون الأعضاء التناسلية هي الأعلى تمثيلا للاختلاف النوعي، لأنها تعتبر أقسى أشكال تمثيله)(19). الجسد إذن يظهر بوصفه وسيلة تحدد أدوار الناس في المجتمع استنادا إلى تحديد أدوار النوعين. بالرغم من اتهامها بأهمية رؤية مادة الجسد(ماديته)، فباتلر تجادل - متأثرة بوجهة نظر فوكو البنيوية عن الجنس- بأن فهمنا للجسد مع ذلك نتاج خطابات النوع المعياري( ما يشكل ثبات الجسد، وخطوطه، وحركاته ستكون أشياء مادية في الأساس بالكامل، ولكن المادية يمكن إعادة النظر فيها على أنها تأثير القوة، باعتبارها القوة الأكثر تأثيرا في الإنتاج)(20)،  ومن ثم فإن رؤية الجسد والاختلافات الجسدية بين الجنسين تصبح مستودعا مثاليا لخطاب عدم المساواة بين الجنسين. كان الجسد هو المحور الرئيسي للعلم في دراسة النشاط الجنسي. ومع ذلك فإن تقدم العلم يخدم أغراضا مريبة عندما يتعلق الأمر بسياسات الجنوسة. فقد تم استخدام علم الأحياء كأداة لتبرير التسلسل الهرمي بين الجنسين. الاكتشاف العلمي في الوقت الحاضر شيء مثبت وموثوق. وقد خلق العلم عقائده الخاصة، ونشر مجموعة من أيديولوجياته، بعضها مفيد، وبعضها الآخر قمعي. وحتى يومنا هذا هناك الكثير من الجهود تقدم لكي تجد في بنية الناس البيولوجية تفسيرات وعناصر محددة لسلوكهم. في جنسنة الجسد تبحث آن فاوستو ستيرلنج في تطوير الدراسات العلمية حول النشاط الجنسي، وتربط نتائجها لتشكيل الخطابات الاجتماعية حول النوع. فطبقا لفاستو ستيرلنج: كافح العلماء مع التسمية والتصنيف والقياس لمجموعة متنوعة من الأسباب. أراد مجموعة من علماء الغدد الصماء الوصول إليها بشكل صحيح، وهم مجموعة يتمتعون في مجال الثقافة العلمية بمكانة أخلاقية عالية من الدقة والإحكام، ويستخدمون أعلى المعايير في مهنتهم(...) كان مصطلحا كثيفا يشير إلى مجموعة متنوعة من المفاهيم الاجتماعية لما كان يعني في السنوات من 1920 حتى 1940 أن تكون ذكرا أو أنثى. مهما يكن فقد تم تحديدها على أسس بيولوجية واجتماعية على حد سواء(21). استنتج بحث فاستو- وستيرلنج أنه بالرغم من أن العلماء كانوا يهدفون إلى مستوى عال من الدقة فيما يتعلق بالجنس البشري، فقد ظهرت التناقضات لكسر دقة المفاهيم المسبقة عن هذا الموضوع. ما يتجلى هو أن الدراسات حول الجنس تشير إلى أنه بدلا من الدقة، يأتي السلوك البشري مدفوعا بتنوع أكبر، حتى من قوى مجهولة غير معروفة. وفقا لجوزيف بريستو فإن أول ظهور لمصطلح الجنوسة يعود في تاريخ اللغة الانجليزية إلى عام 1836م من خلال ويليام كوبر في دراسته عن تكاثر النباتات(22)، وأحد الأشياء التي تكشف عنها هذه المعلومات كونه موضوعا حديثا، على الأقل حين يتعلق الأمر بالبحث الأكاديمي، وليس متأصلا في طبيعة الناس كما هو معتاد اليوم. نشأة أو تزايد الدراسات حول الجنس أحدثت تغييرات هائلة في السلوك المجتمعي والفردي، ويمكن التأكيد على أن هذه التغييرات ما زالت محسوسة حتى اليوم. إضفاء الطابع المؤسسي على النشاط الجنسي بواسطة فوكو وآخرين له دور مركزي في مجتمع اليوم، حيث يقدم اعتقادا عاما بأن الجنس يحدد سعادة الفرد، وهي الفكرة ذاتها التي يتم الإعلان عنها، وتوجيهها "لتحسين" الحياة الجنسية للفرد(23). يوضح فوكو أن الحياة الجنسية ثقافة وعامة قبل أن تكون حميمية خاصة. الجنس في الحقيقة يمكن أن يكون - كما تقول كارتر- المكان الذي تتجلى فيه المعايير بشكل أقرب للكمال، عندما يتعلق الأمر بتحديد أدوار الجنسين(25). تعود هذه النوعية المعيارية إلى الماضي التاريخي، وقد خدمت أغراض التكامل الاجتماعي والسيطرة، ولكن لم تحظ القضية بمزيد من الاهتمام في مجتمعنا المعاصر(26). ما يبدو لنا- طبقا لفوكو- على أنه خطوة للأمام في تحرير الممارسات الجنسية من خلال الحديث عنها أكثر، هو في الحقيقة شكل آخر، وربما أكثر فاعلية للتحكم فيما يتم القيام به، وكيف يتم(27)، بهذا المعنى فإن الفهم النقدي للجنس، وطريقة تجليه ووجوده المتمثل في وضعه في خطاب(28)، يرتبط ارتباطا وجوهريا بتشكيل وبناء الذاتية، وبالميل نحو توحيد العلاقات الشخصية. بما أن الجنس في قصائد بلاث يعكس كيف تتحكم الأعراف الاجتماعية بالفردية، وتتلاعب بها، ففي مجال الجنس هناك محاولة للتلاعب، وهناك محاولة لاكتساب السيطرة والتحكم في الذاتية. قصيدة بلاث (المعارف) المختلفة ينظر إليها على أنها تخلد الآراء الجوهرية حول النوع والجنس، مثل الصور النمطية، والانحياز، والخطاب العلمي الأساسي. مساءلة هذه الخطابات مساءلة لقوتها، ومقاومة للقمع الذي تفرضه، وتصور القصائد المختلفة لبلاث محاولة المتحدثات في إنكار الصور النمطية عن الأنثى في نشاطها الجنسي.العاهرة القديمة(التنورة الداخلية) "الطهر" تسأل المتحدثة في قصيدة(حمى103 درجة) لبلاث: ماذا يعني ذلك؟ يجسد السؤال الصراع الذي نشأ في القصيدة، وهو محاولة المرأة التخلص من الصور النمطية الجنسية التي يتمّ فرضها على الجنس الأنثوي، وعلى وجه التحديد ثنائية القديسة/ والعاهرة. التاريخ والدين والتقاليد الاجتماعية كلها مصادر للاضطهاد، يتم حرقها من خلال عملية تطهير المتكلمة. بشكل مشابه لرحلة دانتي تبدأ المتحدثة سردها من الجحيم، وتنتهي في الجنة. في هذه العملية تنتقل من مكان غير شرعي إلى حالة من الطهر، حيث لا يمكن لأي أحد أن يلمسها، وتتفكك كل ذواتها. تتساءل القصيدة عما إذا كان من الممكن التخلص من الصور النمطية، ومن السيطرة والقمع، على النشاط الجنسي والفردية. هل إنكار الجسد هو السبيل الوحيدة للفرضيات الاجتماعية على الحياة الجنسية؟ قصيدة (حمى 103 درجة)-وفقا لكريستينا بريتزولاكيس- تصور خفقان المرأة بين وجهات النظر التمكينية والقمعية لحياتها الجنسية التي ترتبط بالطريقة التي تشكل بها رغبة الذكور الهوية النسوية. فالمتحدثة في القصيدة –بالنسبة لبريتزولاكيس- تقوم (بتحبيك إعادة تحديد التعالي بشكل ساخر على أنه حدث إيروتيكي، حدث لذة الجماع بالفعل)(29). يتم تجريد النشاط الجنسي في القصيدة من خلال الإشارات إلى الصور النمطية الجنسية للمرأة.  تحرق المتحدثة-شكلا بشكل- الوصمات الاجتماعية المختلفة التي تقع على عاتقها كامرأة. رحلتها هي رحلة "تطهير" تجريد أو تعرية الهويات القمعية:(نفسي تتحلل، تنورة داخلية لعاهرة قديمة). النهاية غامضة، فلأي سبب تذوب هذه الأنفس، وتبقى التنورة؟ عادة ما ترتبط التنورة الداخلية بالبغايا اللواتي كنّ يستخدمنها في الماضي، بالرغم من أنهن كنّ يستخدمنها لإخفاء الجنس الأنثوي، فالتنورة تقترح وتشير إلى الشيء نفسه الذي تخفيه، وتصبح هدفا للإغراء الجنسي. بهذا المعنى تجسد التنورة ثنائية القديسة/العاهرة الذي تريد المتحدثة التخلص منها في جميع أجزاء القصيدة. تجادل باتلر عندما يتعلق الأمر بالعلاقة المتبادلة بين الجسد وأدوار النوع، فإن الخطابات المعيارية حول "الجنس" تحكم الطريقة التي يتصور بها الناس أجسادهن، وأجساد الآخرين، وهذا نموذج "مثالي تنظيمي" يتم تجسيده وتشكيله من خلال "ممارسات شديدة التنظيم"(30). تعمل باتلر –اعتمادا على فوكو- على فرضية أن الجنوسة أداة للتلاعب بفردية الناس. ومع ذلك لا تقدم باتلر وجهة نظر محددة أو حتمية حول العلاقة بين الخطابات التنظيمية والجنس، لأنها بهذه الطريقة تخضع الجسد للممارسات التنظيمية، وهي إطار سلبي لأشكال التفسير وتشريع الأدوار الاجتماعية(31). وفي هذا السياق فإن تجريد الهويات الجنسية، وحرق الجسد في قصائد بلاث يمكن قراءته على أنه نزوع تخريبي تم تخصيصه للخطابات التنظيمية. المشكلة الرئيسة هي أن قصيدة بلاث لا تقدم مخرجا للمتحدثة في النص للهروب من الهويات القمعية، إنها تحرق الصور النمطية، ولكن جسدها يتحلل في النهاية ويذوب. ومن ثم فإن للجنس دورا مزدوجا: إنه مصدر للحرية، ولكنه أيضا مصدر للقهر. هناك محاولة من المتحدثات في نصوص بلاث لافتراض مزيد من السيطرة الحازمة على حياتهن الجنسية، ولكن تظل رغبة الذكور في الاستمرار كنماذج مهددة، في حين أن الأنثى غير قادرة على فرضها على المجتمع، حيث تخضع الإناث لفكر يرتكز عل الأيديولوجيا الذكورية. في قصائد مثل "السجّان" (32)، تدرك المتحدثات أنه تم القبض عليهن داخل شبكة الهيمنة الذكورية الجنسية، ومع ذلك لا يتمكنّ من الهروب منها. ذلك التهديد الذي يعم عالما يهيمن فيه الرجال هو أحد الأسباب التي تجعل متحدثات بلاث يفرضنّ وجهة نظر سلبية للغاية فيما يتعلق بأجسادهن. تصف كاثلين لانت الاختلافات الثقافية للعري بين الذكر والأنثى، وكيف تتداخل في الكتابة الشعرية لبلاث: جسد الذكر العاري- من حيث الأنظمة التصويرية السائدة في الخطاب الغربي- قوي، بحيث أنه فعال جنسيا، ومدعم بالقوة، وجسد الأنثى العاري- مرة أخرى من حيث الأنظمة التصويرية التي تهيمن في هذه الفترة- ضعيفة، فهي من حيث الجنس سهلة المنال، وعرضة للاختراق، والاستغلال، والاغتصاب، والحمل(33). تتسبب حقيقة أن تشريح الإناث يكشف عن كون الأنثى معرضة للعنف الذكوري الجنسي في استياء الأصوات النسائية التي تسكن عالم بلاث الشعري. فوفقا للانت فمسألة التفكير في أجسادهن تكشف عن أنها (غير ملائمة) للحرية التي يختبرها الرجال لاستكشاف العالم دون خوف دائم. تشير لانت أيضا إلى أنه بالمقارنة بعدة قصائد كتبها رجال(تستشهد بوتمان، ولويل على سبيل المثال لا الحصر) تجد أن العري لدى بلاث لا يمثل الحرية أو القوة، ويكشف في المقابل عن كونه (تافها، وضعيفا في النهاية، وليس متفوقا)(34). الجنس بالنسبة للانت والتسلسل الهرمي للنوع في شعر بلاث مرتبطان بعمق. واستنادا إلى دراسات علم الاجتماع حول الاغتصاب تشير لانت إلى أن علم الأحياء-البيولوجي- قد جعل جسد المرأة تاريخيا سلبيا لتقبل العنف، وتحديدا من الذكور/ الجسد الفعّال. فكرة أن الرجال لديهم من الناحية التشريحية القدرة لفرض أنفسهم على النساء أمر مهم في قراءة لانت، حيث تستند إلى دراسات حول الاغتصاب لتوضيح الشعور بالخوف والخطر الذي يهاجم عري الأنثى في شعر بلاث. من المهم أن نتذكر وجهة نظر باتلر حول أهمية الجسد في بناء موضوع الجنوسة، بالرغم من أن التهديد فيزيائي في تجسده، إلا أن الآثار النفسية هي الأكثر ضررا، ومن ثم يصبح التهديد الجنسي واحدا من المعوقات الرئيسة لتحقيق وعي أنثوي أكثر استقلالية. لكن المشكلة في قصائد بلاث لا تكمن فقط، في الضعف الجنسي لأجساد النساء، ولكن حقيقة أن هناك دائما شخصية ذكورية تهدد الحرية المحتملة أو الممكنة، مثل شخصية الجرّاح المخيفة في قصيدة (لقاء النحل)، أو الذكر المرِاقب في قصيدة (وخز). هذه العلاقة بين المرِاقب الذكوري، والمرأة بوصفها موضوعا للمراقبة، تعكس طريقة متكلمي بلاث في اهتمامهن المستمر بالكيفية التي ينظر إليهن الآخرون من خلالها، خاصة الرجال، وكيف يرون صورهن، ذوات الشخص الثالث. منذ كتاب لورا مولفي (المتعة المرئية والسرد القصصي) تولد اهتمام كبير تمّ توجيهه إلى جسد المرأة بوصفه هدفا لنظرة الذكور في السينما، بل وأكثر من ذلك حيث تمتد إلى نظرة الثقافة بشكل عام. إن جسد المرأة- بعد كل شيء- يتمّ عرضه، وإثارة الإيروتيكي من خلاله أمام الكاميرا: في عالم يسوده اختلال التوازن فإن متعة النظر تمّ تقسيمها إلى نشط/ذكر، وسلبي/أنثى. تحديد مشاريع نظرة الذكور على أنها فانتازيا خيالية على الشكل الأنثوي تم تصميمها وفقا لذلك(35). يعرض المقال كيف يتمّ تشكيل التمثيلات المثالية بواسطة وسائل الإعلام، وكيف تؤثر هذه التمثيلات على الطريقة التي يرى بها الناس بعضهم البعض. وتفتح حجة مولفي الطريق إلى مسألة أكثر تعقيدا، وهي إمكانية فرض المعنى من خلال بناء التمثيلات. حقيقة أن الصور التي تنقلها الإعلانات، والسينما، والمجلات تؤثر على الطريقة التي يفكر بها الناس أصبحت حقيقة مقبولة في الوقت الحاضر. ومع ذلك فإن الديناميكيات بين التمثيلات والرغبة يجب أن تكون قد عولجت، من أجل فهم الطريقة التي تتأثر بها علاقات الناس. يعتقد الناس في ثقافتنا- وفقا لفيكتور دي جرازيا- أن لهم الحق في الحصول على ما يريدون، وأن عليهم أن يريدوا المزيد والمزيد، من أجل أن يكون هناك إنجاز(36). واحدة من المشاكل التي نشأت من هذا التوجه تتمثل في الاتجاه المتزايد من الفرد في فرض رغبته أو رغبتها على الآخرين. يشير دي جرازيا في معالجة العلاقة بين النوع والثقافة الاستهلاكية إلى (أن الاستعارات الجنسية المطبقة على تداول واستهلاك البضائع، يمكن اعتبارها على أنها علاقات اجتماعية مراوغة)(37)، تتناول حجة دي جرازيا تحريض الإعلانات على الرغبة بوصفها وسيلة تلاعب برغبات الناس. ويشير أيضا إلى أن العلاقات الاجتماعية أصبحت انعكاسا أكثر مراوغة من السلع الاستهلاكية التي يتم بيعها. لا تقدم الإعلانات تمثيلا لرغبات الناس، ولكنها بدلا من ذلك تعمل بوصفها وسيلة لخلق هذه الرغبات والتلاعب بها. يشير دي جرازيا إلى الكيفية التي يجد بها الجسد الأنثوي نفسه في مركز الثقافة الاستهلاكية، باعتباره العنصر الرئيس للاستهلاك(38). يريد الرجال المرأة المثالية التي لا توجد فعليا خارج عالم الإعلانات الخيالي، والمرأة تريد أن تصبح مثلها. الصور النمطية للرغبة هي موضوع قصيدة (مقدم الطلب)، حيث تصف المتحدثة في نبرة ساخرة جميع الصفات التي يجب أن تتوفّر في المرأة المثالية، من أجل إرضاء الرجل(هل ترتدي/ عدسة زجاجية/ أو طقم أسنان صناعية أو لديها عكاز/ دعامة للكتفين أو أظافر/ صدر مطاطي أو منشعب مطاطي(...) دمية حية أينما نظرت/ يمكنها الخياطة والطهي/ يمكنها التحدث والتحدث والتحدث)(39). تجسيد أجزاء الجسد الأنثوي(الصدور المطاطية- والمنشعب المطاطي) يمكن قراءته كمرجعية إلى اصطناعية السمات المثالية التي تمّ إنشاؤها عندما يتعلق الأمر بما هو مرغوب فيه أم لا. هذا التجسيد يظهر أيضا في قصائد أخرى لبلاث مثل(المحقق)(40)، ففيها بدلا من أن يتمّ بناء الجسد الأنثوي رمزيا، نجده يتمزق إلى أجزاء، وكل جزء يشير إلى شكل من أشكال القمع الذي يقع على النساء: إنها حالة تبخر/ أفاد الفم أولا بغيابه/ في السنة الثانية أصبح لا يشبع/ وفي عقابه علّق مثل الثمرة السوداء للتجعيد والتجفيف/ الثديان بعد ذلك/ كانا أكثر صلابة حجرين أبيضين/ أصبح اللبن أصفر، ثم أزرق، ثم حلوا مثل الماء). في القصيدة تفشل المرأة في أداء الأدوار التي يتوقع أن تقوم بها وتؤديها، أي دور الأم، والعاشقة، وربة المنزل. والعقوبة التي تشير إليها المتحدثة هي اختفاء المرأة، لأنها لم تستطع أن تكون واحدة من هذه الأنماط، وهذا يعني أنها لا تمتلكها، ولا نفع بها، ولا هوية لها على الاطلاق: لا أحد ميت/ لا يوجد جسد في المنزل على الاطلاق)، بعد زوال اللاجسد ما تبقى هو رائحة التلميع. لاحظ أن هذه الوسيلة سوف تذكر لاحقا في قصيدة (حمى 103 درجة)، وتتمثل في اختفاء أنثى تاركة وراءها تمثيلات لهوية مقموعة. في قراءتها لفيلم Spike Lee's Girl 9، وهو فيلم يروي حياة امرأة تعمل في شركة جنسية عبر الهاتف، تناقش هوكس حقيقة أن النشاط الجنسي لا يزال ينظر إليه حتى اليوم في ارتباطه برغبة الذكور. إذا كانت المرأة على سبيل المثال تغطي نفسها أو تخلع ملابسها، فهذا أيضا يفهم في علاقته وتأثيره على رغبة الذكور. ترى هوكس أن فيلم (لي) يمثل نقدا لحقيقة أن النشاط الجنسي للإناث يقوم على المرأة التي تذهب إلى حيث يأخذها خيال الذكور(41)، ولكي تحقق النساء رغبتهن في أن يكن مرغوبات من الرجال فعليهن(تدمير أجزاء من أنفسهن)(42). دراسة هوكس تبعث على الأمل، بالرغم من أنها لا تقدم حلا سهلا. لا ينبغي تعريف النشاط الجنسي للنساء في تعالقه وارتباطه بمنظور الرجل، وسيأتي زمن(لن تضطر فيه النساء إلى اقتراض رغبات الآخرين)(43). تحاول بلاث في قصائد مثل (مقدم الطلب)، و(Lesbos) تصوير النساء وهن مهتمات بتجلي صورتهن حسب رغبة الرجل. هؤلاء النساء يقمن بذلك من خلال بحثهن في نماذج الأدوار الثقافية، مثل التي تصورها نجمات السينما التي كانت في زمنها من إخراج مخرجون رجال، ويحاولن جاهدات أن يكن جذابات للرجال. (أنا نفسي) تقول المتحدثة في قصيدة (السجان)(44)، (هذا يكفي). المشكلة الرئيسة هي أن الواقع لا يحقق المثالية. في المجتمع الاستهلاكي- كما تشير بيل هوكس- يجب التضحية بأجساد النساء الحقيقيات على المذبح البطريركي)(45)، فالحياة الجنسية للمرأة لا ترى إلا من خلال علاقتها بالقوالب النمطية للمجتمع البطريركي الذي يسمح لهن بها. أحد الأسباب التي جعلت شعر بلاث يصور الجنس على أنه تهديد للفردية حقيقة أنه ينطوي في الكثير من الأحيان على تخيلات الآخرين. أثناء الوحدة نجد أن المتحدثات في قصائدها لديهن حرية في تخيل عالم من عوالمهن التي لا تتحقق، عندما يكون هناك أشخاص آخرون مشاركون. تبدو الصعوبة الرئيسة في كونهن كذلك موضوعات للتجسيد مثل أي شيء آخر. عندما يناقش جاك لاكان النشاط الجنسي البشري يشير إلى أن الخيال(هو الطريقة التي يبني بها الأفراد رغباتهم أو ينظمونها، فالخيال يدعم الرغبة، ومن خلاله نتعلم كيف نرغب، ونحن نشكلها بوصفها موضوعات مطلوبة)(46). المشكلة هي أن هناك خيطا رفيعا بين الخيال والواقع للرغبة المنشودة. في ثقافة يؤمن فيها الفرد بحقه في تملك واستهلاك كل ما يريد(47)، يفلت الخيال من حدود العقل الفردي. هذه الضبابية في الحدود بين الواقع والخيال تخلق سيناريو خطيرا حين يتعلق الأمر بالجنس. عندما يرتبط الأمر بالأوهام، لا يمكن معالجة أي شكل من أشكال التمثيل في اللحظة الآنية بشكل أكبر إلا من خلال الصور النمطية التي تنشرها الدعاية. ففي وسائل الإعلام، والسينما، والمجلات، وأشكال أخرى من الخطابات، وقدرتها على وضع المعايير تظهر التمثيلات في شعر بلاث بوصفها مصدرا للأحلام والحنين، ولكن أيضا بوصفها مصدرا مسئولا عن التجاذب الرأسمالي للرغبة والهوية. في ثقافة تستخدم فيها الصور لإثارة الرغبة في الاستهلاك تميل الرغبات الفردية إلى الاصطدام ببعضها البعض. يفقد الفرد من خلالها الحدود بين الذات والسلوكيات المعيارية والرغبات. من المهم أن نتذكر أن النساء يشاركن في خيال اجتماعي محدد من الأنوثة، ولكن بدلا من الارتباط برغبتهن الخاصة، نجدهن قلقات من أن يصبحن موضوعا لرغبة الذكور. في قصيدة (نساء ثلاث)(48) على سبيل المثال بالرغم من أن الصوت الثاني تدرك طبيعة العالم الشوفيني المحيط بها، لا تزال ترتدي الجورب والحذاء ذا الكعب العالي، وهما أيقونتان لإغواء رغبة الذكور. العلاقة بين الصورة والرغبة تظهر في أعمال بلاث بوصفها مصدرا دائما للقلق. هناك حاجة للتحرر من الضغوط لكي تكون مرغوبا، ولكن هناك أيضا الإرادة لكي تكون كذلك، وبذلك تستسلم لرغبة الذكور. يشير ستيفن جولد أكسلرود(49) إلى( أن هذا الصراع يخلق الحاجة في متكلم بلاث إلى الفصل بين العقل والجسد، الذات الإبداعية والذات الاجتماعية. ومع ذلك فإن نقل هذه الازدواجية إلى عالم الجنس يضيف أمرا آخر إلى الطريقة التي تتعامل بها قصائد بلاث مع النوع: كيف تحكم عقول البشر من خلال أجسادهم، وكيف يتم تعريف البشر من خلال رغباتهم.العذراء الصناعية حلّ التحليل النفسي محل أهمية علم الجنس في دراسة الإنسان في بداية القرن العشرين (50)، وكان له رائده سيجموند فرويد الذي تبعه آخرون عديدون، أهمهم جاك لاكان من خلال مفهوم (النظام الرمزي) كالثقافة أو اللغة التي تنظم وجود الفرد(51)، يقدم لاكان وجهة نظر حول النشاط الجنسي البشري، باعتباره يعتمد بدرجة كبيرة على الثقافة بدلا من علم الأحياء البيولوجي، ويقرر( بأن الرغبة ثقافة... وما نجده مرغوبا ناتج عن معايير وقيم الثقافة التي نعيش فيها، حتى لو كان ما تركز عليه هذه الثقافة ضارا وغير صحي(52). نظرة لاكان إلى الحياة الجنسية هي الأساس لتحليل باتلر للجنوسة، وكيف يتم تشكيلها من خلال الطريقة التي يقرأ بها الناس أجسادهم، بالإضافة إلى الكيفية التي يقرأ بها البشر أجساد الآخرين. واستنادا إلى دراسات لاكان تشير باتلر في عملها إلى أن هذه القراءة يجب أن تحدث داخل الممكنات وعلامات الوجود الطبيعي لثقافة المرء. الجنوسة –بوصفها فردية- تبنى من خلال شبكة علاقات، حيث يبرز واحد نفسه دائما فيما يتعلق بالقوى الخارجية، ومن ثم تسأل باتلر: ما العلاقة بين الرغبة والتقدير، وكيف يتم قانون ذلك الموضوع الذي ينطوي على علاقة جذرية وتأسيسية بالتبادل(53)، تلخص سارة صالح نهج باتلر في مقاربة الرغبة والذاتية بهذه الكلمات: لتحديد ذلك بطريقة أخرى، يمكن للذات أن تعرف نفسها فقط من خلال آخر، ولكن في تعرفها على نفسها وتكوينها، الوعي بالذات يجب أن يتغلب أو يقضي على الآخر، وإلا تعرض وجودها للخطر، الرغبة بعبارة أخرى تعادل استهلاك آخر)(54). حجة باتلر حول أن الذات لا تعرف نفسها إلا من خلال آخر، هي فكرة جاءت من مثال هيجل الشهير عن السيادة والعبودية الذي يكون فيه السيد سيدا فقط، إلا إذا كانت له علاقة ملكية بالعبد والعكس بالعكس(55). هذا القياس هو محاولة لفهم العلاقة بين وعي الذات بالذات، وعملية التكيف الضروري التي تمرّ بها خلال الوجود، وتتفاعل بها على المستوى الخارجي الذي يمكن رؤيتها على أنها ثقافة أو لغة أو مجتمع إلخ. يتعامل هيجل مع الذات والآخر بوصفهما جزأين منفصلين من بنية الذات، وكلاهما يتصارع على السيادة بشكل دائم، فبينما تريد الذات الاستقلالية، وفرض نفسها على الآخر، نجد الآخر هو الذي يدرك أنه من خلال تكيف الذات تصبح قادرة على التفاعل داخل المجتمع)(56). التناظر الذي عقده هيجل مؤثر للغاية، وهو في الواقع نموذج للذاتية التي تخدم غرض فهم الرغبة النوعية المقموعة التي تفترضها. بالنسبة لباتلر فالرغبة هي الرغبة في فرض الذات على الآخر، حيث يمكن قراءتها بوصفها الإرادة الفردية لرؤية رغباتها تتحقق في العالم الخارجي. في هذا السياق قد يتخذ الآخر بسهولة شكل ذات أخرى، يجب إخضاعها من أجل استقلالية الذات. تصبح هذه القراءة نموذجا مهما في التمثيل الأدبي للرغبة والجنوسة. ويمكن – فوق ذلك- فهم ديناميات العنف الجنسي في العلاقات بين الجنسين. يخلق العنف والجنوسة شعورا عاما بالحتمية في قصائد بلاث، كما لو أنه لا توجد طريق للهروب من قمع التهديدات الجنسية. في قصيدة (لقاء مع النحل) تجهز المتحدثة نفسها للانضمام إلى مجتمع مربي النحل. يمكن أن ينظر إلى الشعائر والطقوس على أنها استعارة لأي شكل آخر من أشكال التنشئة الاجتماعية، المتحدثة خائفة، لأنها على عكس كل الموجودين هناك ليست محمية في (فستانها الصيفي بدون أكمام، حيث هناك أجزاء من جسدها مكشوفة، وبالتالي تصبح سلبية وعرضة لعدوان النحل. من خلال (التحول إلى حرير) خفيف شبه شفّاف، تأمل ألا يعرفها أحد، من الآن فصاعدا لإخفاء خوفها. صورة الجرّاح التي تتكرّر في القصائد مثل(الجرّاح في الثانية صباحا) و(السيدة لعازر) تظهر بوصفها نموذجا لذكر قوي متداول في قصائد بلاث.  بالرغم من وجود الناس لاستخراج العسل من خلية النحل تتصرف المتحدثة كما لو أن العملية ستقع داخل ذاتها، تقول(لم أستطع الركض، بدون الاضطرار إلى الركض إلى الأبد) كما لو أن كل هذه الشعائر لا مفر منها، ولا يمكن فعل الكثير تجاهها، ولكن يتاح فقط أن تكون متفرجا أو مكتوف اليدين. عندما يتم فتح الخلية أخيرا، يبحث القرويون عن ملكة النحل التي تحدد المتحدثة نفسها من خلالها فجأة. ما يربط المتحدثة بالخلية والملكة هو الشيء نفسه: أن تصبح سلبيا ضد الغزو. تصبح المقارنة أكثر وضوحا عندما توصف الخلية(مريحة مثل عذراء/ تحضن خلاياها وعسلها، وتطنّ بهدوء). تقارن الخلية بجسد الأنثى، حيث يكون الجسد سلبيا للغزو والانتهاك.ومع ذلك بالإضافة إلى توجيه اتهام نحو العنف الجنسي الذكوري، تفضح بلاث أيضا الضغط الذي يصاحب المرأة للانسحاب من الرغبة. إما إنها فاسقة أو بريئة. وهذا واضح في القصائد التي تصور العلاقات الجنسية بين الذكور والإناث تحت ذلك الخط من الأنثى/ السلبية(وحتى الخوف من النشاط الجنسي الذكوري الحازم. في قصيدة (المطاردة) النمر الذي يلاحق الأنثى المتحدثة، يقدم بوصفه رجلا مخيفا تمت إثارته جنسيا:اللص الأسود، جرّه الحب/ إلى لكمات الفخذين بطلاقة/ أشرقت تلك المخالب التي تشوه الجسد/وجائعة، جائعة تلك الأفخاذ المشدودة/ حرارته تصطادني، وتضيء الأشجار/ وأجري مشتعلة في جلدي/ ما الخمود، ما الفتور الذي يمكن أن يداعبني/ عند الحروق ووصمات تلك النظرة الصفراء؟(58)يقدم صوت المتحدثة مزيجا من الخوف والتضحية والجاذبية. وبعد مدى طويل من الجري تستسلم للوحش: أقذف قلبي لأوقف وتيرته/ لأروي عطشه أهدر الدم/ أكل، وما زالت حاجته تطلب الطعام/ يفرض تضحية كاملة/ صوته يريحني، ينبض بنشوة.هناك (رغبة سرية) في توجه المتحدثة، بالرغم من أنها تحبس نفسها في(برج مخاوفها)، ولا تزال تسمع خطوات النمر(القادمة صاعدة السلالم). يظهر موضوع النهم مجددا في الأعمال اللاحقة، لكن مع لهجة أكثر خطورة وانتقادية. قصائد مثل (السجان) و(قصائد النحل)، و(حمى 103 درجة)، عبرت عن نساء استسلمن للتهديد، ويكافحن الآن لاستعادة السلطة على أجسادهن وعلى حياتهن الجنسية. ليس هناك رغبة أو جاذبية، بل خوف ونفور واستياء. ومع ذلك من المهم أن نلاحظ –من البداية في شعر بلاث- أن التهديد بالرغبة الجنسية ليس فقط بسبب التهديد الجسدي، ولكن هناك في قصائد مثل(عذراء في شجرة) الإثم الذي تم فرضه منذ فترة طويلة على النشاط الجنسي الأنثوي هو أيضا الملوم والمسئول عن ذلك الدور السلبي الذي تقوم به المرأة عندما يتعلق الأمر بالجنس/ العلاقات الجنسية، موضوعات مثل الإثم والتاريخ والقمع الجنسي للمرأة سوف تتطور حتى قصائد بلاث الأخيرة.يتم دائما انتقاد الترابط بين النقاء والجنس الأنثوي في قصائد بلاث مثل(عذراء في شجرة)(59)، حيث تنتقد المتحدثة تقليد إلقاء اللوم على النساء من أجل حياتهن الجنسية. تستشهد القصيدة بهيلين طروادة وحواء بوصفهما نمطا لمناقشة كيف تم اعتبار النساء طوال التاريخ مسئولات عن أخطاء الرجال الذين يعتبرون مدفوعين بالشهوة، بسبب عجز النساء لقمع حياتهن الجنسية. يناقش باتريك دي هوبكنز كيف تختلف العلاقات المفروضة تجاه الجنوسة بين الرجل والمرأة:العلاقة بين مسئوليات المرأة وعلم النفس الذكوري تم تمويلها فيما يتعلق بالجنس. لقد درسنا ذلك على وجه التحديد، فقد كان لدى الفتيات القدرة على التحكم في الدافع الجنسي، بما في ذلك القدرة على إيقاف تشغيله، أو إيقاف تشغيله حسب الرغبة والإرادة. الفتيان والرجال من ناحية أخرى، يفتقرون إلى هذه القدرة، بالرغم من كونهم مسئولين أخلاقيا بشكل واضح عن سلوكياتهم الخاصة، فهم أكثر عرضة للتأثر بالدافع الجنسي(60).أدى هذا الاعتقاد-وفقا لهوبكنز- إلى تحميل المرأة المسئولية كاملة عندما يتعلق الأمر بالجنس. حيث يعتقد أن الرجال غير قادرين على التحكم في اندفاعاتهم الجنسية، وتقع على عاتق المرأة مسئولية مقاومة الاتصال الجسدي أو السلوك غير المحتشم الذي قد يؤجج العاشقين(61). ولا يزال حتى اليوم، وليس من غير المألوف مزاعم وجود(تحريض) من قبل امرأة لتبرير الاغتصاب.ومع ذلك يبقى السؤال عما إذا كان يمكن للذات أن توجد دون هذا الإطار الاجتماعي أو الكسوة الاجتماعية، لأنه في نهاية قصيدة بلاث تتحلل الأنفس، والتنورة الداخلية هي التي تبقى، ويمكن قراءة ذلك على أنه فصل بين الهوية والجنوسة، هل يمكن أن تشير القصيدة إلى استحالة التوفيق بالنسبة للنساء بين الجنوسة وتمكين الفردية؟. الكثير من النقد النسوي الخاص بالجسد لديه موضوع أساسي خاص به، وهو استقلالية الجسد الأنثوي. فمتى تعلق الأمر بالجسد- وفقا لجوليان ولفريز- يظهر التاريخ التناقض: ففي حين يعتقد البعض أن الجسد هو مصدر اضطهاد المرأة، ينظر إليه البعض الآخر على أنه على وجه الدقة موضع قوة الإناث(62). على غرار الخلافات التي تنطوي عليها النسوية والمواد الإباحية موضوع الجسد مملوء بالجدل حول القيود/ والحرية التي تحققها المرأة. حتى في الوقت الحاضر، بعد العديد من الإنجازات النسوية، من الصعب الوصول إلى إجماع. هل جسد الأنثى العارية رمز لقوة سلطتها أم تعزيز لخضوعها في مجتمع بطريركي؟ وهل الطريقة الوحيدة للهروب من هذا الجسد المقموع  لا تتحقق إلا عن طريق إطفائه بشكل رمزي، تماما كما تفعل المتحدثة في قصيدة بلاث؟. الأصوات التي تروي شعر بلاث لا تشعر بالراحة في إطار ضمير الغياب، وتستمر هذه الأصوات داخل نفسها في ضمير المتكلم. هذا الصراع تمت مناقشته في شعرها في إطار جدل العام والخاص، والمجتمع في مقابل الذات. ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بالجنس يظهر هذا الصراع في علاقات الناس أنفسهم. الرغبة في إخضاع الآخر ليست فقط في تهديد فردية المرء، ولكنها أيضا مصدر للعنف في علاقات الناس. وبهذا المعنى فإن شعر بلاث مهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجنس بوصفه تعبيرا عن الفردية، وبوصفه شكلا من أشكال الاتصال بين الناس بالرغم من أن المتحدثات لا يزلن بعيدات عن هذه الاتصالات الشخصية. تكمن المشكلة الرئيسة في كيف يتم تصوير مسألة الجنس، وكيف تؤثر هذه الأبنية في طريقة ارتباط الناس ببعضهم البعض. في ثقافة تقوم على عدم المساواة بين الجنسين تظهر الحياة الجنسية نفسها بطرق قمعية، وحتى بطرق عنيفة، وهو ما يتناقض مع فكرة أنها يجب أن تقرب الناس من بعضهم البعض. بدلاً من التعلق بمثالية العلاقة الحميمة، يُنظر إلى الجنس في شعر بلاث بوصفه أداة لتعزيز المطالب المصطنعة للثقافة القائمة على الصور المركبة لما ينبغي أن يكون عليه الناس. ما يوحي به شعرها ليس نفيًا للجنس، ولكنه طريقة مختلفة، أكثر فردية وأقل محدودية في تمثيلها. بدلاً من كونه قضية اجتماعية، يدعي شعر بلاث أن الجنس يجب أن يكون فرديا، بالرغم من وجود وعي بأن الخط الذي يفصل بينهما هو قشرة رقيقة جدا وهشة.*أستاذة جامعية تهتم بالأدب النسوي، حاصلة على الماجستير من جامعة ميناس جيرايس 2010م بعنوان(الجندر والجنس والحب في شعر سيلفيا بلاث وفيليب لاركن، وحصلت على الدكتوراه في عام 2019م بعنوان ميول الجنس الأنثوية في روايات أنجيلا كارتر ولويس مونرو، بالإضافة إلى ماجستير في الكتابة الإبداعية جامعة إيست إنجليا، عام 2014م.

الهوامش1 GIDDENS. The transformation of intimacy: sexuality, love and eroticism in modern societies, p. 15. 2 CARTER. The sadeian woman: an exercise in cultural history, p. 9. 3 PLATH. Collected poems, p. 228.4 CARTER. The sadeian woman: an exercise in cultural history, p. 25. 5 O’TOOLE; SHIFFMAN. Preface: conceptualizing gender violence, p. xi-xiv. 6 See FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 26   7 See BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 54.8 BRISTOW. Sexuality, p. 57. 9 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 26. 10 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p  11. 11 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 11.12 See FAUSTO-STERLING. Sexing the body: gender politics and the construction of sexuality. 13 WOLFREYS. Critical keywords in literary and cultural theory, p. 75. 14 STOLLER. Sex and gender: on the development of masculinity and femininity, p. xiii. 15 DE LAURETIS. Technologies of Gender: essays on theory, film, and fiction, p. 5. 16 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 6-7.17 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 1. 18 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 2. 19 CARTER. The sadeian woman: an exercise in cultural history, p. 5. 20 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 2. 21 FAUSTO-STERLING. Sexing the body: gender politics and the construction of sexuality, p. 191.22 BRISTOW. Sexuality, p. 5. 23 BRISTOW. Sexuality, p. 12. 24 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 26. 25 CARTER. The sadeian woman: an exercise in cultural history, p. 10. 26 BRISTOW. The history of sexuality: an introduction, p. 12. 27 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 11. 28 FOUCAULT. The history of sexuality: an introduction, p. 11.29 BRITZOLAKIS. Sylvia Plath and the theatre of mourning, p. 141.30 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 1 31 BUTLER. Bodies that matter: on the discursive limits of sex, p. 2. 32 PLATH. Collected poems, p. 226. 33 LANT. The big strip tease: female bodies and male power in the poetry of Sylvia Plath, p. 626.34 LANT. The big strip tease: female bodies and male power in the poetry of Sylvia Plath, p. 625. 35 MULVEY. Visual pleasure and narrative fiction, p. 837.36 DE GRAZIA. Introduction, p. 2. 37 DE GRAZIA. Introduction, p. 2. 38 DE GRAZIA. Introduction, p. 7. 39 PLATH. Collected poems, p. 221. 40 PLATH. Collected poems, p. 208.41 HOOKS. Good girls look the other way, p. 483. 42 HOOKS. Good girls look the other way, p. 481. 43 HOOKS. Good girls look the other way, p. 486. 44 PLATH. Collected poems, p. 226.45 HOOKS. Good girls look the other way, p. 481. 46 HOMER. Jacques Lacan, p. 86-87. 47 DE GRAZIA. Introduction, p. 2. 48 PLATH. Collected poems, p. 176.49 AXELROD. The mirror and the shadow: Plath’s poetics of self-doubt, p. 290. 50 BRISTOW. Sexuality, p. 34. 51 MALPAS. The postmodern, p. 68. 52 MALPAS. The postmodern, p. 68. 53 BUTLER. Subjects of desire: hegelian reflections in twentieth-century France, p. xiv.54 SALIH. Judith Butler, p. 26. 55 SALIH. Judith Butler, p. 27. 56 SALIH. Judith Butler, p. 27. 57 PLATH. Collected poems, p. 211.58 PLATH. Collected poems, p. 22.59 PLATH. Collected poems, p. 81. 60 HOPKINS. How feminism made a man out of me: the proper subject of feminism and the problem of men, p. 35. 61 HOPKINS. How feminism made a man out of me: the proper subject of feminism and the problem of men, p. 3562 WOLFREYS. Critical keywords in literary and cultural theory, p. 25

المراجع AXELROD, Steven Gould. The mirror and the shadow: Plath’s poetics of self-d

تم عمل هذا الموقع بواسطة